الخائفون من المرأة !

بقلم: المختار لغزيوي الخميس 05 يناير 2023
No Image

في أفغانستان منع متطرفو طالبان الفتيات من التعليم الجامعي، ووضعت الحركة المتطرفة التي تحكم تلكالبلاد في أبواب الجامعات جنودا مدججين بالأسلحة، لديهم أوامر بإطلاق النار على أي فتاة تحدت هذاالقرار الغبي، في دليل جديد على أن مايوجد في جماجم قادة الطالبان هو أمر آخر غير المخ أو العقل.

وفي إيران تتواصل المظاهرات احتجاجا على مقتل فتاة لم تغط شعرها بالكامل، فاغتالتها العمائم وقتلتبعدها قرابة الخمسمائة محتج، ولازالت تواصل عمليات الاغتيال بمبرر قمع المحتجين والحفاظ على النظام.

في البلدين معا هناك كره واضح للمرأة، ومعركة شرسة ترى فيها الشر كله، وتعتبر أن أولى الأولويات هيإخفاؤها عن الانظار لكي يتفادى العالم شرورها المزعومة.

عندنا في المغرب، وعندما يستقبل ملك البلاد أمهات لاعبي المنتخب رفقة الأبطال أبنائهن، نقول للكون كلهإننا أفضل من يعرف قيمة المرأة، وأننا خير المقتنعين بأنها أصل الخير كله.

هي الأم التي أنجبت، وهي الرفيقة التي تحمل مع الرفيق هم الحياة، وهي الإبنة التي تعد رفقتها لوحدهاسرورا مابعده سرور، وهي الأخت التي تشاركك تواطؤات الدنيا الجميلة، وهي كل شيء باختصار.

طبعا يخرج لنا من العدم "أشباه رجال" يعتقدون أن الوسيلة الوحيدة التي يمتلكونها لإثبات فحولتهمالمفقودة هي أن يخوضوا حروبا ضد هذا الحب المغربي العام للمرأة.

تسمعهم يقولون فظاعات كالكلام عن عدم جواز الارتباط بامرأة عاملة أو موظفة، أو تضبطهم متورطين فياقتراف تفاهات غبية من قبيل "لماذا تشجعون المرأة على حساب الرجل؟"

يحدق الرجل المغربي الحقيقي جيدا في سحناتهم العجيبة، يبتسم بألم لأنه يشارك هاته الكائنات بعضا منالهواء والأوكسجين. يقول لهم "لأنها فعلا كل شيء، هي بداية الأشياء، وهي لانهاياتها. منها خرجنا جميعاودون أي استثناء، وإليها يعود دوما وأبدا (المرضيون).

"مساخط الوالدين ماعندنا مانديرو بيهم". هكذا تحدث المغربي، بالأمس، واليوم، وكذا سيفعل غدا وإلى أنتنتهي كل الأيام.

دام حبه للمرأة واحترامه لها دليل عنفوان وعافية، ودام خوف الهلعين منها، من حريتها، من شعرها، منصوتها، من جسدها، من أنوثتها، من كل شيء فيها دليل عجز وعنة فكريين وجسديين...فقط لاغير.