"باه لاباس عليه وقرا ولدو فالخاريج" !!!

بقلم: المختار لغزيوي الثلاثاء 03 يناير 2023
No Image

لم يتقبل عدد كبير من المغاربة التصريح المنسوب لوزير العدل وهبي بخصوص مباراة المحاماة، وطريقة دفاعه عن نجله، حين قال إن إبنه يتوفر على إجازتين أتى بهما من مونريال في كندا، قبلأن يضيف فيما نسب إليه من كلام إن فلذة كبده درس في الخارج لأن "باه لاباس عليه".

معذرة، ولكن لابد من قولها: كلام مثل هذا هو كلام خارج تماما عن السياق المغربي الحالي، وهوكلام لايمكن إلا أن يغضب كل من يسمعه، وهو كلام لامعنى له نهائيا.

وبالقدر الذي نفهم فيه دفاع الوزير عن نفسه، وعن أسرته، وعن مباراة المحاماة التي أثارت كل هذاالضجيج، بالقدر الذي نفهم غضب الناس من وهبي وتصريحه الذي اعتبره العديدون دليل احتقار للجامعة المغربية، وبرهان تفاخر بالمال والغنى مما يعتبره العقلاء والمتعففون أمرًا لايليق بمن كان حكيما في زمن الناس هذا.

مغاربة كثر اعتبروا التصريح منغصا لفرح جماعي كنا نحياه بسبب أداء شباب في أغلبيتهم من أسر فقيرة، هم شباب منتخبنا الوطني، الذي عاشوا في الخارج هم أيضا لكن في ظروف مغايرة، وأتوا لشعبهم وملكهم بفخر كبير مع أن "والديهم ماشي لاباس عليهم"، وحين يتحدثون أو يخرجون بتصريحات يثيرون حب الناس واحترامهم، ويقولون لنا "ديرو النية"، أو "اللي جا بسم الله"، أوغيرها من العبارات الموغلة في البساطة لكن المليئة بحب الناس وحب هذا الوطن.

وهذه ليست أول مرة ينجر فيها وهبي إلى كلام انفعالي يفهمه الناس بشكل سيء، إذ نتذكرجميعا حديث "لون التقاشر" الشهير وغيره من العبارات التي يفترض في من كان في مكانة وهبي أن يتفاداها.

لذلك وجب تذكيره بها مع أنه أعلم منا بها: المحاماة كانت في هذا البلد دائما ميدان التحكم الكبير في اللغة والعبارات، ومجال الضبط الكبير للأعصاب وللنفس، وعدم الانجرار لردود الأفعال التي ظل الأساتذة الأجلاء الذين مارسوا هاته المهنة وحببوها إلى الناس، يبتعدون عنها دائما بأناقة فكرية ولغوية جعلت الجميع منبهرا بهم.

والمحاماة هي المهنة التي تخرج منها سياسيون كبار عاشوا ورحلوا في ظل احترام شديد من طرف المغاربة من كل الطبقات والمشارب والأطياف.

والمحاماة، على الأقل مثلما عرفنا كبارها في زمن آخر، كانت مهنة مرتبطة برقي شديد (لانتحدث هنا عن رقي "باه لاباس عليه"، بل عن رقي معنوي وروحي آخر) جعلها تحظى بمقام عال بين المهن وجعل المنتسب لها الذي يحترم نفسه، يحظى بتقدير كبير بين الناس.

لذلك غضب المغاربة من تصريح وهبي، ولذلك حدقوا في بعضهم البعض جيدا وهم يتداولونه وسألوا أنفسهم "هذا مالو؟"

ولذلك يحق للوزير أن يحترم نفسه، وأن يعتذر عن تعليق غير لائق مثل المنسوب إليه، وأن يدافع عن نتائجالمباراة وعن أسرته بهدوء وضبط نفس، ودون عبارات تنغص على الشعب فرحه ببلاده وإنجازاته،وتقنعه أن ماحدث في قطر كان مجرد "فاصل ونواصل"، (une parenthèse enchantée) تركناها هناك في الدوحة بكل الرقي الجميل الكامن فيها، وعدنا إلى رداءات حزبيينا الشهيرة التي لاتنجح إلا في تنفير الناس منهم ومن "تاحزبيت ديالهم".

"باه لاباس عليه وقراه فالخاريج"؟؟؟؟

"هذا مالو؟" فعلا.

هذا هو السؤال.