احنا…المغاربة !

بقلم: المختار لغزيوي الاثنين 02 يناير 2023
No Image

بدأنا سنة 2022، التي ودعناها السبت، ملتفين حول التلفزيونات العربية والأجنبية، التي كانتتنقل بتأثر كبير وقائع تحريك المغرب للجبال من أجل إنقاذ طفل صغير يسمى ريان.

وأنهينا السنة ذاتها ملتفين حول نفس التلفزيونات العربية والأجنبية، وهي تنقل بتأثر كبيرأيضا، وقائع تحريك المغرب لمشاعر العالم كله في المونديال القطري الذي لن ننساه أبدا.

اجتمعنا مع بعض باكين بداية العام بصدق شديد، الصغير الذي سقط في الحفرة، ومآله الصادمالمؤلم.

واجتمعنا مع بعض نهاية العام فرحين بصدق شديد، لمنتخبنا ولما حققه من إعجاز كروي لازالبعضنا غير قادر على استيعاب كل معانيه وكل ما استفاد وسيستفيد منه البلد.

في الحالتين معا، والحزن والفرح هما أصدق ما في الإنسان، تركنا للسجية، للطبيعة، لدواخلناالأولى أن تتسلم قيادنا، وأن تتحكم في تصرفاتنا، فكانت النتيجة أن وصل صدقنا الدنيا كلها.

بكى العالم كله معنا الصغير ريان حزنا وألما...

وبكى العالم كله معنا فرحا بالمنتخب المغربي وبأبطاله الرائعين...

هذا المشترك الصادق الموحد له إسم، يتوفر على تسمية، ويعرف منذ القديم بلقب يسمى...الوطن.

له الأولوية، بل هو أولوية الأولويات. وله البقاء النهائي والخلود، بل هو مايظل حين نذهبجميعا.

لذلك نمضي الأعوام كلها، جديدها وقديمها، نقول للباحثين عن الصغائر التي تفرقنا: "ارتقوا قليلاحد الصعود إلى الموحدات المشتركات، فهي أقوى بكثير من دواعي الانقسام".

ونستطيع، نحن هنا في المغرب حقا، أن نفاخر الآخرين - كل الآخرين - بأننا في حكاية الالتئامحول مايوحدنا نستطيع تقديم الدروس.

لماذا؟

لأننا أتينا من كل مكان، ومن كل جنس، ومن كل دين، ومن كل عرق، ومن كل لون، ومن كل اختلاف،ومن كل لغة، ومن كل قارة، وفي الختام رسونا على بر هذا البراح الحضاري/التاريخي الكبير، الذياصطفى له رب العباد مسمى المغرب، فنسينا كل الاختلافات، وتذكرنا فقط - مع اعتزازنا بأصل كلواحد منا طبعا - أننا مغاربة "وصافي".

اليوم، عندما يسألنا الناس "ماذا تتذكرون من العام الذي مضى؟"، نجيبهم "نتذكر الكثير، لكننتذكر أساسا أننا توحدنا في حزن صادق في بدايته، وأننا توحدنا في فرح صادق في نهايته".

هذه تكفينا، لأنها صنعت حقا سنتنا، نحن القوم المعروفون بين شعوب الأرض كلها بمسمانا الذينفاخر به الدنيا كلها...المغاربة.