سنة المغرب: ذكر كل لسان !

بقلم: المختار لغزيوي الجمعة 30 ديسمبر 2022
No Image

التفت العالم كله نهاية هذا العام الذي نودعه إلى المغرب والمغاربة، وأصبح بلدنا فعلا ذكر كل لسان في كلأنحاء الدنيا بفضل سبع مباريات في كرة القدم غيرت تماما النظرة إلينا بشكل إيجابي ورائع في كل مكان.

وحقيقة، لم نكن نحلم - نحن المغاربة - بنهاية سنة أسعد من هاته، تجاوزنا فيها الفرح الكروي العابر، لكيننخرط جميعا في نظم قصائد حب حقيقية في بلادنا وأبناء بلادنا، ولكي نعلن الفخر بالانتساب المغربيالشريف، ولكي نقول أشياء كثيرة العالم، كنا نؤمن بها في قرارة أنفسنا، لكننا لم نكن نقوى على المجاهرةبها، ولم نكن نستطيع تصورها وقد أصبحت حقائق مجسدة على أرض الواقع.

منها على سبيل المثال لا الحصر إيمان جزء كبير من المغربيات والمغاربة، أننا شعب التحدي، وأننا عندمانريد...نستطيع.

شبابنا في المنتخب أخرجوا بمونديالهم البطولي هذه القناعة من غمدها، لكي نشرع في التصريح بهابالصوت العالي، لكأننا نقول للدنيا "هل رأيت مايستطيع فعله المغرب والمغاربة؟"

لذلك حجت الآلاف المؤلفة إلى قطر، ولذلك ارتدى الناس القميص الوطني بفخر وحب، وحملوا الأعلام الوطنية بكل افتخار، ولذلك نزل ملك البلاد وعاهلها إلى شوارع العاصمة، مرتديا مثل أبناء شعبه قميصالعزة والافتخار بالوطن وإنجاز أبناء الوطن، ولذلك كانت الفرحة بالإنجاز الذي تحقق فرحة كبرى وغير قابلةللتقليد، وكانت تعبيرا حقيقيا عن كل المشاعر التي مررنا منها جميعا، والتي وصلت بنا حد عشق مجنون جميل جدا تجاه هذا البلد الذي لانسكنه فقط، بل يسكننا فعلا ودون أدنى مبالغة.

لذلك ستكون هاته السنة في ذاكرتنا الجماعية، سنة المغرب يوم أجبر العالم على التصفيق له، وستكون سنة انطلاق تحديات أكبر في مجالات أخرى، لأن كلمة السر المغربية اليوم بعد إنجاز "لوليدات" هي : لنقلدهم كلفي مجال عمله. لنتسلح بالنية الصادقة، ولندع الغش جانبا، فالوطن يدفع ثمنه غاليا، ولنضع نصب أعيننا ماوضعه اللاعبون هدفا أمامهم: أن يسعدوا الملك والشعب.

وقد توفقوا في ذلك، وقد قال الناس لهم "شكرا" بأصدق الطرق وأقواها، لأنهم ماوراء الكرة والتفوق الرائع فيها، ذكرونا بالنبوغ المغربي الشهير وقالوا لنا "هذا هو السبيل وهذه هي الطريق لمن يرغب في أن يرى راية الوطن دوما عالية يتحدث عنها الناس بكل الألسن وكل اللغات في كل مكان"

سنة سعيدة للمغرب المنتصر، وسنة سعيد للمغاربة، فهم قوم يستحقون الفرح ولاشيء غير الفرح وفي كل مناحي الحياة ومجالاتها.