الشيء من مؤتاه !

بقلم:المختار لغزيوي الجمعة 23 ديسمبر 2022
No Image

AHDATH.INFO

تبارى نواب الأمة، من رؤساء الفرق النيابية أول أمس الأربعاء، في اليوم الدراسي المنظم في مجلسهمبمناسبة مرور عشر سنوات على إطلاق حوار "الإعلام والمجتمع"، في انتقاد تغطية التلفزيون المغربيللحدث الاستثنائي الذي هز المغرب بأسره، حدث استقبال الملك والشعب لأسودنا الأطلسية العائدة متوجةبكل الحب من مونديال قطر.

قبل النواب البرلمانيين، تبارى الناس في مواقع التواصل في "كيل المديح" (بالمقلوب) للتلفزيون ولتغطيتهالتي كانت فعلا دون مستوى الحدث، وللبلاتوهات التي تم إنشاؤها على عجل، وعلى جهل تلفزيونيين، فيمحاولة للصعود إلى مستوى الإنجاز الذي حققه منتخبنا، وهو ما لم يتوفق فيه تلفزيوننا إطلاقا.

السؤال الآن: لماذا؟

الجواب الآن: هل حقا نطرح السؤال؟

بالنسبة للعبد لله، كاتب هاته الأسطر، قطعت مع انتقاد التلفزيون المحلي منذ سنوات، بعد أن اقتنعت أنالأمر مجرد مضيعة للوقت وللأعصاب.

تكتب منتقدا بحرقة وطنية، راغبا في رؤية تلفزيونك ينافس الأجانب، وأنت تعرف أنه قادر على ذلك. يقال لك"عينيك ففلان، باغي فيه الخدمة".

تصبح الأمور شخصية وغبية، فتقرر أن أفضل ماقد تفعله هو أن تتذكر أن لديك آلة صغيرة في المنزل قربيديك، تسمى "الريموت كونترول" أو بالفرنسية "التيليكوماند"، يكفيك أن تضغط على زر من أزرارها،فتعفي نفسك من العذاب الشديد، الذي ستكون مضطرا للتعليق عليه لو رأيته أو سمعته.

هل هو حل منطقي؟

بالنسبة لي، نعم، هو المنطق كله.

الأمور هناك تدار بطريقة الكل يعرفها، ولن تتغير، ومن الأفضل في حالة العجز الواضح عن تغيير الأمور،تغيير الموضوع كلية، والتظاهر بأنه لايعنينا، رغم أنه مؤلم فعلا، ومحزن أن ترى إنجازًا عالميا كبيرا مثلالإنجاز المغربي في مونديال قطر، وهو لايجد إعلاما عموميا محترفا وجيدا ومتميزا ينقل صداه إلى الناس،بصورتنا المغربية وبصوتنا المغربي، لابصور وبأصوات الأجانب.

في المونديال الذي مضى، أطربنا خليل البلوشي من قناة "الكاس" القطرية بمقطوعة "طالت طالت" يوممباراة منتخبنا ضد البرتغال. أمتعنا عصام الشوالي في "بي إين" في كل "ماتشات" المغرب. أدهشتناتلفزيونات مصر والخليج والأردن، بل حتى فلسطين بروبرتاجاتها الرائعة والمؤثرة والصادقة والجميلة عنإنجاز "السبوعا ديالنا.

وحده تلفزيون وحيد ظل غير قادر على الصعود إلى مستوى ماتحقق، وماتحقق كان كبيرا للغاية، وبقييحملق فينا شزرا لكأنه يريد تحميلنا - نحن الشعب - مستوى عدم توفره على موهبة حقيقية.

ألازلنا حقا نطمع في شيء؟ ألا زلنا حقا ملزمين بطرح السؤال : لماذا؟

أم ترانا نقول فقط : الشيء من مؤتاه لايستغرب، ونمضي؟

شخصيا أفضل الاختيار الثاني والله أعلم من قبل ومن بعد طبعا.