الاتحاد الاشتراكي يطالب بجعل الصحافيين أساس إصلاحات الصحافة

أحداث أنفو الخميس 22 ديسمبر 2022
No Image

Ahdath.info

أكد عبد الرحيم شهيد، رئيس الفريق الاشتراكي، أن اللقاء الدراسي الذي ينظم بمناسبة مرور عشر سنوات على تقديم خلاصات وتوصيات الحوار الوطني حول "الإعلام والمجتمع" للبرلمان المغربي، يعد ثمرة حوار تشاركي أساسي في مسار الصحافة والإعلام ببلادنا.

وأوضح شهيد في كلمة له بالمناسبة، أن هذا الحوار العمومي جاء "في سياق العناية السامية التي يوليها جلالة الملك محمد السادس للمجال الإعلامي والصحافي من أجل تفعيل التوجهات الكبرى المتضمنة في خطابي العرش لسنتي 2004 و2005، وفي الرسالة الملكية بمناسبة اليوم الوطني للإعلام بتاريخ 15 نوفمبر 2002، وخاصة دعوة جلالته الحكومة إلى ضرورة إقرار إجراءات ناجعة للارتقاء بالصحافة الوطنية وفق مقاربة تشاورية تنفتح على المنظمات المهنية المعنية."

وشدد رئيس الفريق الاشتراكي، على أن "ما ينبغي التأكيد عليه أن توصيات الحوار الوطني حول (الإعلام والمجتمع) تبنت إصلاحات أساسية تروم تأهيل قطاع الإعلام وتقوية إطاره المؤسساتي وبعده المهني، وتكريس حرية التعبير والعمل الصحافي، والنهوض بالمقاولات الإعلامية، وتحسين الأوضاع الاجتماعية للعاملين فيها، وتأطير مفهوم أخلاقيات المهنة وغيرها."

واستطرد شهيد في كلمته، بالقول إن "هذه الإصلاحات تعثرت ولم تجد طريقها إلى التفعيل الشامل والأنجع إذ ظلت تتفاقم العديد من الاختلالات الهيكلية في ظل ما سجلناه، في الفريق الاشتراكي، من استمرار وجود تصور محافظ للإعلام الوطني منبثق من الرؤية السياسية المحافظة للمجتمع. وهي اختلالات همت أساسا غياب النقاش السياسي العمومي في المشهد الإعلامي، ومعاناة الصحافة الورقية (مشاكل الطبع والتوزيع، ضعف المقروئية، ضعف المبيعات، ...)، وهمت أيضا ارتباك القطاع الخاص، وتعثر إصلاح المشهد السمعي البصري وصحافة الوكالة، وضعف تنافسية المؤسسات العمومية الإعلامية الوطنية."

وحسب شهيد، فإنه "الواقع الذي نعيشه نتيجة غياب سياسة عمومية حداثية لم تأخذ بعين الاعتبار التحولات الجيواستراتيجيةومخلفات الأزمة الوبائية والتغيرات الرقمية."

وبالنسبة للمتحدث، فإن ذلك "يستدعي العمل على إقرار منظومة إعلامية قادرة على مواكبة هذه التحولات والتفاعل الإيجابي مع الديناميات المجتمعية. منظومة متجددة تتأسس على التنظيم العقلاني لمهنة الصحافة وتشجيع الاستثمارات وتحفيز المقاولات الإعلامية المتوسطة والصغيرة، بما يحقق العدالة والإنصاف بين مختلف أصناف المقاولات كيفما كان حجمها. ومنظومة يواكبهاتفعيل الإصلاح المؤسساتي القادر على تحقيق جودة الخدمات الإعلامية، وإرساء إعلام حر ديمقراطي يساهم في التنمية المجتمعية."

ومن المهم، يؤكد شهيد، "طرح هذا الموضوع مجددا داخل المؤسسة البرلمانية التي من أدوارها استيعاب مطالب مختلف الفاعلين والعاملين في مجال الإعلام والصحافة، وإعادة صياغتها ضمن تصور تشريعي متكامل ومتوافق عليه ليكون في خدمة المهنة وفي خدمة مصالح الدولة والمجتمع."

وانطلاقا من ذلك، قال شهيد إن الفريق الاشتراكي يدعو "إلى ضرورة إقرار جيل جديد من الإصلاحات الجوهرية والجريئة لتعزيز وظائف الصحافة في دعم البناء الديمقراطي والتنمية المجتمعية. ونؤكد على دور الدولة في إرساء فضاء إعلامي يضمن التعددية السياسية والتنوع الثقافي وحرية التعبير طبقا للمقتضيات الدستورية."

كما أكد، على "أولوية المراجعة الشاملة للمنظومة التشريعية والقانونية بما ينسجم مع المبادئ الدستورية والتوجهات الحقوقية، وخاصة حذف العقوبات السالبة للحرية وتكريس سرية المصادر وتعزيز دور القضاء في تحصين الإعلام الوطني."

وبالنسبة لرئيس الفريق الاشتراكي، فإنه "من الضروري أن نعيد النظر في هندسة الإطار المؤسساتي العام للتواصل والإعلام بما يسمح بالارتقاء بالأداء المقاولاتي، وتقوية الممارسة الاحترافية، وترسيخ أخلاقيات المهنة، وتعزيز الحكامة العمومية."

ووفق كلمة شهيد، فإن "الأمر يتعلق بالتناغم المنشود لكل المؤسسات المعنية: الهيأة العليا للسمعي البصري، المجلس الأعلى للصحافة، القطب العمومي للإعلام السمعي البصري، وكالة المغرب العربي للأنباء، وغيرها. فالتحديات السياسية والتنموية المطروحة على بلادنا تستلزم، وطنيا وجهويا، هندسة مؤسساتية تساير التحولات المجتمعية وتستجيب للرهانات المعرفية والتكنولوجية الراهنة والمستقبلية."

ومن الضروريات في المرحلة الحالية أيضا، أشار شهيد إلى "القيام بتقييم شامل وموضوعي للدعم العمومي بهدف تطويره وربطه بتعاقدات واضحة مع المقاولات المستفيدة فيما يتعلق بتعزيز الأداء المهني والارتقاء بالكفاءات البشرية وعقلنة التدبير المالي."

وشدد المتحدث، على أنه يتعين أيضا "جعل العنصر البشري في قلب الإصلاحات، سواء في مجال التكوين الأساسي والمستمر، أو في مجال تحسين الأوضاع الاجتماعية من خلال اعتماد اتفاقية جماعية منصفة في القطاعين العمومي والخاص."

وخلص رئيس الفريق الاشتراكي، إلى أنها "إصلاحات تتطلب، في الآن نفسه، الجرأة والهدوء، ولا تحتمل التأخير أو التأجيل لأن استثمار الزمن عامل حاسم في تشييد المداخل إلى التنمية وتقدم المجتمع، وكما نعلم: الصحافة والإعلام إحدى أهم هذه المداخل."