المونديال المغربي في قطر: الحكاية من البدء…!

المختار لغزيوي الاثنين 19 ديسمبر 2022
No Image

AHDATH.INFO

في البدء كنا نرغب فقط في هزم الكونغو، والمرور رفقة وحيد خاليلوزيتش إلى المونديال القطري.

كنا نأمل أيضا أن يستدعي المدرب البوسني العنيد زياش ومزراوي، لأننا - وإن لم نكن في حنكة وحيدالكروية وخبرته - كنا مقتنعين تماما أن لحكيم ونصير مكانة مضمونة في المنتخب الوطني اليوم.

بعد ذلك صرنا نحلم بتمثيل مشرف في مباريات الدور الأول للمونديال.

القرعة وضعتنا في مجموعة صعبة للغاية مع كرواتيا وبلجيكا وكندا، وآمالنا حقا كانت جد صغيرة،خصوصا أننا كنا قد غيرنا وحيد بوليد، وكنا مشبعين باقتناع جماعي أن تغيير المدرب على بعد أسابيعمعدودة من بدء المونديال أمر لايبشر بخير كثير.

بعدها، تعادلنا مع كرواتيا في المباراة الأولى من "قطر22". خرج من بيننا فطاحل في علم الكرة، لم يسبقلهم أن لعبوها، لكي يقولوا "كان من الممكن أن نهزم كرواتيا لو غامر الركراكي قليلا". قال لهم أهل الذكرالكروي الذين يعلمون "الله يسمح ليكم وصافي على هذا التطاول، لقد تعادلتم مع وصيفة بطلة العالم سنة2018، والله يحضر السلامة في المقبلات وكفى ياقوم".

لم تحضر السلامة وحدها في اللقاء الموالي ضد بلجيكا. حضرت النية، وحضر الفوز. حققنا نقاطا أربعةمهمة، وشرعنا في تعديل سقف الطموحات.

أصبحنا قادرين على الطمع في المرور إلى الدور الثاني من المونديال، وهو أمر لم يقع لنا منذ مكسيكو 86،أي منذ 36 سنة، أي أن ثلاثة أجيال من المغاربة لاتعرف نهائيا معنى التأهل إلى دور ثمن النهائي.

ظللنا خائفين رغم أن المؤشرات كلها كانت تبعث على التفاؤل، لكن خيبات السنوات السابقة جعلتنا نخافتعثر لحظة الحسم.

عبرنا كندا بعدها، وقلنا لأنفسنا على سبيل محاولة إقناع أنفسنا بحقيقة ماوقع "لقد تصدرنا مجموعتناوالآن سنلاقي إسبانيا ولايهم ما الذي سيقع. شبابنا أنجزوا المهمة التي أتوا من أجلها إلى الدوحةوالسلام".

قبل ملاقاة الإسبان، كنا شبه متأكدين أننا عائدون إلى المغرب. طلبنا جميعا من ربان طائرة الخطوط الملكيةالمغربية أن يترك المحرك مشتغلا لأننا سنقلع بعد قليل.

سجل حكيمي بانينكا ستظل للتاريخ في شباك "لاروخا"، ووقف بونو سدا منيعا أمام كل الكرات الأندلسية،وعبرنا الثمن نحو الربع، وغنينا ورقصنا وصحنا وأقلقنا كل الشوارع بأبواق سياراتنا، ونمنا ننتظرالبرتغال ورونالدو في دور الربع ونحن نقول في قرارة أنفسنا "وامانزيدوش فيه عاوتاني، الله يجعل البركة".

لاعبنا البرتغال في الربع. صعد النصيري بفعل قدرة ربانية مدهشة إلى أعلى العلا، ووضع برأسه في شباكأصدقائنا "البرتقيز" كرة أخرجتهم من المونديال وأبكت أيقونتهم كريستيانو الذي تأكد وهو في "أرذل العمرالكروي"، أن حلمه بمعانقة كأس العالم ذات يوم قد هشمه تماما أصدقاؤه المغاربة الذين يحترمهم كثيرا.

وصلنا إلى نصف نهاية المونديال. تذكروا أننا كنا نريد فقط الفوز على الكونغو، وكنا نتوسل وحيد لكيينادي على نصير وحكيم، وكنا نطلب من الله ألا يصدمنا برأسية "بوهدوزية" جديدة مثلما وقع في روسيا.

بعدها تعرفون تتمة الحكاية: فرنسا عبرتنا، وانهزمنا أمام كرواتيا في مباراة الترتيب بفارق هدف صغير،ونمنا السبت ونحن نحتل رسميا الرتبة الرابعة في العالم الكروي كله.

اليوم، وعندما يحاول محلل أو محرم كروي إقناعي بأن أنخرط معه في نقاش حول اختيارات الركراكي فيلقائي النصف والترتيب، أحدق في عينيه جيدا. أذكره أننا كنا نحلم فقط بالفوز على الكونغو، وبإقناع وحيدأن ينادي على زياش ومزراوي. أقول له وأنا أغادر "سير كون تحشم ياهذا. بارك للشباب بقيادة الركراكيمافعلوه، اشكرهم كثيرا، وتذكر بالتفاصيل ماوقع. بعد حين من الزمن - قد يقصر وقد يطول - سنجدك فيمكان ما تحكيه بكل فخر لمن سيأتون بعدك".

شكرا شبابنا. فتحتم نافذة أمل كبرى تستحقون عليها الشكر الكثير حتى قدوم من يفتحون نافذة أمل أكبر...

فقط، لاغير.