لغزيوي يكتب : جنسية مزدوجة !!

المختار لغزيوي الاحد 18 ديسمبر 2022
No Image

AHDATH.INFO

أزعج الكوميدي الفرنسي/المغربي جمال الدبوز الكثيرين، عندما لم يستطع المفاضلة بين وطنهالأصلي والوطن الذي احتضنه، واختار حضور مباراة المغرب/فرنسا، مرتديا قميصا مقسوما إلىنصفين أحدهما مغربي، والثاني فرنسي.

لماذا أزعج الدبوز هؤلاء الكثيرين رغم أنهم يعرفون قبلا أنه مواطن مغربي /فرنسي؟

في الحقيقة هذا الانزعاج هنا عادي، لأن المغرب انهزم، لذلك رأى عدد منا في حركة جمال "خيانةعظمى"، وأمطروه بوابل من الشتم والسباب.

ولو أن فرنسا انهزمت في نصف النهائي لنال جمال منها ومن صحافتها مثل ماسمعه هنا وأكثر،عوض أن يسمع منها بعد الانتصار كلاما مثاليا عن الاندماج وعن عدم القدرة على الاختيار بينالأب والأم، وبقية الكلام الذي يبرع إعلام فرنسا فيه حين الحاجة إليه، مثلما وقع في مونديال 98 حين كانت الإشادة جماعية بمنتخب "black blanc beur” أي المنتخب الذي يجمع الأفارقة السودبالأفارقة المغاربيين بالبيض من أصل أوربي لكي يحقق لفرنسا المجد.

كلام اتضح فيما بعد أنه كان للاستهلاك الإعلامي فقط، لأن العنصرية ضد السود والمغاربييناستمرت هناك إلى اليوم.

ماعلينا، لنعد لحكاية قميص جمال المزدوج: وجب علينا الاعتراف أن ماقام به كان فعلا شجاعا حقاعكس ماقال الغاضبون. الفنان أعلن للجميع أنه فعلا غير قادر على الاختيار بين بلد هو متحدر منهويعشقه ويعرف كل أفضال هذا الوطن عليه (المغرب)، وبين بلد احتضنه بكل الحب ومكنه من تألقفني وإعلامي كبير لم يكن ليتحقق له لو واصل الاشتغال في سيتكومات تلفزيوننا الوطنيالعجيب (فرنسا).

من هنا وجب شكر الكوميدي والاعتراف له بشجاعة التعبير عن مئات الآلاف ممن هم في حالته منحملة الجنسية المزدوجة الذين كانوا يقولون يوم الأربعاء بألم واضح "أريد ألا يخسر المغرب وأريدألا تخسر فرنسا".

بالمقابل لابد من التذكير بموقف مبدئي ثابت في حكاية الجنسية المزدوجة هاته: هي مسألة يجبأن تكون ممنوعة على أي سياسي أو مسؤول في المجال العام.

ذلك أنه حين تدبير مصالح الوطن الكبرى، ولا نتحدث هنا عن مباراة في الكرة، لن يقبل منك الناسهنا في المغرب، ولا هناك في فرنسا أن ترتدي قميصا مقسوما إلى نصفين، أحدهما مغربي والثانيفرنسي.

في تلك الحالة يجب أن تخضع لقانون معانا ولا مع غانا" الشهير.

يبقى الآن أن نسأل أنفسنا : هل نتعامل مع سياسيينا ومسؤولينا من ذوي الجنسية المزدوجة،وربما الثلاثية، بنفس القسوة التي عاملنا بها فنانا مرهف الإحساس مثل جمال قال لنا بقميصهيومها "عذرا، لكنني فعلا ممزق بين هنا ولهيه، ولاأستطيع الاختيار والمفاضلة"؟