قيمة القيم في مونديال السياسة

يونس دافقير الأربعاء 14 ديسمبر 2022
No Image

AHDSATH.INFO

على مدى أسبوعين تقريبا، وفي قلب أزمة الموارد المادية، تستنفر الأمة مواردها القيمية والرمزية التقليدية في صناعة الفرح والمصالحة مع الأرض.

يعطي نتائج مذهلة، بالمقياس الوجداني على الأقل.

استدعى جمهور المؤمنين "الرحمة" و"رب المطر" في صلاة الاستسقاء طلبا للشتاء. يحدث ذلك عادة حين تنتهي حلول الأرض ولا يبقى غير قرار السماء.

ثم يظهر في المشهد "الشريف" و"البركة"، حين استقبل الملك، مدير مكتب القوسفاط راعي خصوبة الأرض في العالم، كانت خلفه شجرة سلالة سبط النبي. في زمن قديم كانت القدرة على إخصاب الأرض من طرف "الشريف" صاحب "البركة" مدخلا لبناء دولة "الشرفاء".

ينطلق المونديال، المطر الذي كان مطلوبا بالصلاة لأجل الأرض بدأ يتساقط، لكنه في لحظة المونديال يتحول إلى "فأل خير"، تزامنت أولى التساقطات مع أولى الانتصارات الكاسحة.

فيحضر "رضى" الله، و"سخاءه". وكلما تساقط الغيث، توالت الانتصارات ..

في غمرة ذلك تتم العودة إلى "النية" وتتحول "دير النية تلقى الله" إلى "دير النية تجيب المونديال". يخلق ذلك فارقا بين "اللاعب الروحي" و "اللاعب التقني".

مسلسل الإنتاج القيمي لم ينته بعد، تصعد "الأم" إلى الواجهة. مصدر آخر لـ"البركة" اسمه "رضاة الوالدين".

لقد تم المزج بشكل خلاق، وصدفوي، بين هذا المورد التقليدي (البركة، الرضى، الشتا، الشرفا ...) والمورد الحداثي (الكفاءة، التقنية، التخطيط، اللياقة البدنية ..).

والنتيجة فرحة ونجاح لم تخلقها أبدا المجالات الأخرى الأكثر حداثة في إنتاج الخطاب والقيم. وتغاض ملموس عن الانشغال بإحباطات الموارد المالية والمادية في سوق السياسة.

يمكن للسياسة أن تستفيد درسها البليغ من المونديال: ملي يكون جيبك خاوي، عليك أن تكون قادرا على الاستثمار في إنتاج القيم، تلك التي تمنح الناس لحظة تفهم وأفق انتظار.