مغاربة المهجر: ما حققه الأسود كان له وقع على أطفال الأسر بالخارج ونحن نحمل الوطن في صدورنا

بنزين سكينة الثلاثاء 13 ديسمبر 2022
No Image

AHDATH.INFO

ليس شرطا الخضوع لمنطق الجغرافيا، مادام ذلك الانتماء الوجداني قادر على تحريك وطنية تسري في عروق ملايين المغاربة الذين حملتهم الأقدار خارج أرض الوطن.. كانت الفرحة الممزوجة بالدموع رد الفعل الموحد الذي حرك المغاربة عقب الانتصارات المتتالية لأسود الأطلس خلال مونديال قطر 2022، لكن ما يعلق في الذاكرة، هو ذلك الاحتفاء المغربي الذي جعل العلم المغربي العلامة الأكثر حضورا بجهات الأرض الأربع.

المرابط: ما حققه الأسود كان له وقع إيجابي على أطفال المهجر

مغاربة العالم صنعوا الحدث جنبا إلى جنب مع الفريق الوطني، حين قدموا درسا غير مسبوق في الاعتزاز بالانتماء، حيث أشار عمر المرابط، عضو مجلس الجالية المغربية بالخارج، ونائب عمدة سابقا بضاحية باريس، والذي يعيش بفرنسا لأزيد من ثلاثة عقود ، أنه " لأول مرة يلتقي مغاربة العالم في فرحة لا تتصور، زغاريد وأعلام مغربية في الشوارع وإحساس بالاعتزاز والفخر" لكن المفاجأة يضيف المرابط " هو أبناء الجيل الثاني والثالث ولربما الرابع من أبناء الجالية، أولئك الذين لا يعرفون المغرب إلا في العطل لكنهم يحسون بأنفسهم مغاربة بشكل قوي وعميق".


وفي حديث له مع موقع "احداث أنفو"، استحضر عضو مجلس الجالية المغربية بالخارج، قصة واقعية من داخل العائلة، تعكس ذلك الانتماء القوي الذي يربط الجيل الجديد بوطنه، " لقد ذهب أحد أفراد العائلة و اشترى أعلاما مغربية وأخرى فرنسية، فرفض الأبناء الأعلام الفرنسية قائلين نحن مغاربة قبل كل شيء والمغرب سيربح وفعلا ربح وأكمل المشوار" يقول المرابط الذي أكد أن مغاربة العالم يعيشون فترة نفسية يغمرها الاعتزاز بمغربيتهم وهم يرون راية المغرب مرفوعة بين الأمم".

وأشار المرابط أن ما حققه الأسود، كان له وقع إيجابي على أطفال الأسر المغربية بالمهجر، ما جعلهم يتفاخرون بين أقرانهم في المدارس والثانويات بكونهم مغاربة، و جزء من الوطن رغم ولادتهم خارج أراضيه، إلا أنهم كبروا وترعرعوا على حب الوطن الأم، حب المغرب".

فراتي:نحمل الوطن في صدورنا أينما كنا


من جهتها، اعتبرت فاطمة الزهراء فراتي، إعلامية مغربية و مديرة موقع فينيق ميديا اسبانيا، أن نجاحات الفريق الوطني وما رافقها من احتفالات عفوية بإسبانيا، كان لها" وقع نفسي شكل تواصلا وجدانيا مع الوطن، وتواصلا شعوريا و حسيا بالوطنية والعروبة ،مشيرة أن الجالية انتشت بفرحة الفوز و كأنها تعانق ذراع الوطن و تقتسم الفرح مع أفراد الشعب المغربي و أفراد أسرها و ذويها"

واعتبرت فاطمة الزهراء، مشاركة الأطفال ضمن الاحتفالات بأنه انعكاس لعلاقة الطفل بالنشاط الرياضي و الاجتماعي، كما يعكس إدماجه في لحمة العلاقة المجتمعية المبنية على صلة الرحم و التواصل البناء، مشيرة أن إشراك الأطفال في هذه الاحتفالات شكل خطوة لترسيخ مبادئ الوطنية وتنمية مفهوم الحس الوطني بين صفوف الناشئة لإعطائها شحنة وجدانية موجبة تجعله أكثر تعلقا بأرض آبائه لتصنع منه مواطن الغد"
وعن الشعور المختلف الذي يخالج المغاربة وهم يشاركون في فرحة رياضية مؤطرة بروح وطنية بعيدا عن الوطن الأم، أكد عمر المرابط، عضو مجلس الجالية المغربية بالخارج، أن طعم الاحتفال في الخارج يختلف بالنظر لوجود جاليات أخرى و بالنظر لتشتت المغاربة في كل بقاع العالم، مضيفا أنه "حتى لو كانتال جاليات كبرى كما هو الحال في بلدان أوروبا الغربية إلا أنهم لا يقطنون في مكان واحد ومن هنا يمكن أن أقول أنني محظوظ و أبنائي لتواجدنا في باريس، حيث خرجنا وفرحنا واحتفلنا في الشانزيلي لكن هناك من غمرت الدموع عينيه فرحا منتشيا، لكنه بقي وحيدا في غربته".

أما فاطمة الزهراء فراتي، المقيمة في إسبانيا رفقة أسرتها، فقد صرحت أنها كما باقي المغاربة "نحمل الوطن في صدورنا أينما كنا، فهذه الفرحة دفعتنا للخروج بعفوية إلى شوارع برشلونة كما هو الحال في العواصم الأوروبية، و كأننا نشارك الشارع المغربي في بهجته و نشكل له امتدادا و تكاملا."