لغزيوي يكتب: الحلم المغربي !

المختار لغزيوي الاحد 11 ديسمبر 2022
No Image

مثل حلم تلمسه بين يديك يتحقق. مثل طيف في منام يزورك، وتحس به يلمسك، وحين تستفيق، تقسمللجميع أن مازارك في سنة النوم هو الحق كله.

مثل أمل عاشت أجيال عديدة من المغاربة، من الأفارقة، من العرب، تتمناه، وتستحي أن تجاهر نفسها بالرغبةفيه، خوفا من عدم تحققه، أو إقتناعا داخليا أنه غير ممكن، وأنه يدخل في عداد المستحيل.

سوى أن الجملة التي أصبحت الآن مبتذلة لفرط استعمالها تقول لنا رغم الاستعمال الكثير "المستحيل ليسمغربيا".

يوم السبت الماضي، الموافق للعاشر من شهر دجنبر من سنة 2022، أخرج المغرب البرتغال من دور ربعنهائي كأس العالم في قطر، وتأهل لنصف نهائي المنافسة الكروية الأرقى عالميا.

هذا ليس خبرا. هذه ليست جملة. وهذه ليست معلومة نكتبها ونمضي.

هذه لحظة تاريخية، سنتذكرها، نحن من عشناها، وسيتذكرها القادمون بعدنا إلى آخر الأيام.

سنقول وسيقولون إنه في العام الثاني والعشرين بعد الألفين ميلادية أتى أبطال من المغرب الأقصى، منالبلاد التي كانت كتب التاريخ القديمة تسميها مراكش إلى موعد قطر العالمي، لكي يبصموا بأحمر الدماء،وأخضر الانتساب للأرض المباركة، أرض البركة، أرضهم، على واحد من أجمل المواعد مع التاريخ.

ستحفظ الأيام القادمة عن ظهر قلب أسماء وليد وبنمحمود وفوزي ومن معهم من بونو حتى داري، مرورابحكيمي والياميق وأمرابط وبانون وأكرد وأوناحي وبوفال وزياش وبوخلال والنصيري وعطية الله وجبرانوحمد الله وشديرة والتكناوتي والزلزولي وخنوس وامحمدي والصابيري والشاعر ومزراوي، ثم بقية الطاقمالفني والتقني والطبي، ثم أسماء الجمهور المغربي الذي صنع من مونديال قطر في سوق واقف، فيلوسيل، في اللؤلؤة، في مشيرب، في مارينا الدوحة، في الميناء القديم، في بقية أماكن الخير ودوحته ملاحمالتشجيع التي لم يرها العالم من قبل، ثم أسماء المغاربة واحدا واحدة داخل المغرب وخارجه، ممن توقفعندهم الزمن كل هذا الحين، لكي يعطيهم فرصة قول "أحبك" لوطنهم المغرب بهذا الشكل الجميل.

سيحفظ التاريخ عن ظهر قلب إسم هذا البلد، واسم شعبه. ستقول كتبه بافتخار "في بلاد محمد السادس،في بلاد الجبال الأطلسية لايخشى أبناء تلك الأرض أحدا إلا الله. يؤمنون بأنفسهم وبوطنهم وبقدرتهم علىجعل الحلم المغربي حقيقة تتبارى الدنيا كلها في التنويه بها، في مدحها، في نظم جميل القصائد وأحلىالكلمات عنها وحولها".

أنا، وأنت...نحن من هذه البلد. وأجزم بها بين دموع تهطل بغباء لأنني لاأفهمها ولا أجد لها مبررا وجيها،طالما أننا فرحون، أن ماوقع، بل مايقع للمغرب في هذا المونديال يتجاوز كرة القدم بكثير.

هذه صرختنا أننا فخورون بهذا النسب المغربي الشريف.

هذا إعلاننا للعالم كله أن على هاته الأرض المباركة أشياء كثيرة تستحق الانتباه.

هذه أوراق اعتمادنا المغربية، نحن الذين ظللنا كل هاته السنوات والعقود، نقول للكل "رغم كل شيء وبسببكل شيء، لن يتزحزح إيماننا ببلادنا وبقدرة أبناء بلادنا على إبهار الجميع".

نحن الآن في مرحلة البوح الصادق بالأشياء كلها، وفي مقدمتها، وعلى رأسها الاعتراف مجددا أن المغربيعني لنا كل شيء، وأننا نحبه لوجهه، لوجه المغرب العظيم.

فقط، لاغير.

لوجه المغرب العظيم، وتلك هي الحكاية المغربية التي تجعل الأحلام كلها قابلة للتحقيق.

في هاته الأرض، وعلى هذا التراب، وبقلوب وسواعد وعقول أبناء هذا البلد نحقق أحلامنا بأيدينا. نضعهاواقعا حقيقيا متحققا ونراها رؤى العين، ونخرج إلى حوارينا وأزقتنا وشوارعنا وإلى كل مكان حاملين أعلامالانتماء لهذا الوطن، صارخين بكل الحب الممكن "عاش المغرب"، وكفى.