AHDATH.INFO

مصر التي في خاطري !

[gallery size="full" ids="398661"]

أخلفت مصر موعدها مع المونديال وهي تضع كل بيضها في سلة اللاعب المتألق محمد صلاح.

ومنذ أن أصاب راموس لاعب الريال النجم المصري في نهائي الشامبيونس ليغ عمدا وحرمه من خوض المباراة الأولى للمونديال، وفرض عليه أن يخوض المباراة الثانية دون أن يكون مهيأ لها بشكل كاف، آمنت مصر ألا حظ لها هاته السنة في تمثيل مشرف في الكأس العالمية، وأنها ستعانق الإقصاء بكل تأكيد.

ذلك بالتحديد ما وقع بعد هزيمتين متتاليتين ضد الأوروغواري وضد المستضيف الروسي، ما يفتح أعيننا على مشكل حقيقي قوامه سؤال الاعتماد على لاعب واحد، والاعتقاد أنه قادر على صنع الفرق، بل والرهان عليه بشكل يكاد يكون «عبيطا» حد قتل المجموعة، وإعطاء الإحساس للاعبين الآخرين أنهم «كمالة عدد» ليس إلا.

الإعلام المصري كان السبب الرئيس في هذا الوضع، وهو يحمل صلاح أكثر مما يحتمل، ثم وهو يدخل إلى أذهان اللاعبين منذ لحظة الإصابة أن الأمور قد حسمت، ثم ثالثا وهو يقنع مصر كلها أن المعركة كلها لا تستحق الخوض لأن نتيجتها معروفة، وأن الحل هو الندب والدعاء على راموس ابن أم راموس..

هذا هو حال فرقنا الهاوية التي لم تعرف بعد طريقها إلى الاحتراف الفعلي، ومؤسف فعلا بعد غياب ثمانية وعشرين سنة عن الكأس العالمية أن تخلف مصر التي في خاطري الموعد المونديالي بهذا الشكل المخيب للآمال فعلا.

حقا لقد كان في الإمكان أفضل مما كان، لكن لا قدرة لأحد على تغيير مسار أمور حدثت وتمت وانتهت الآن. معليهش خيرها فغيرها يا جدعان...

التيجانيون: سينغالي وأفتخر !

[gallery size="full" ids="398660"]

الصدفة منحتنا الثلاثاء فرصة المقارنة بين طريقتين مختلفتين للتعامل مع لاعبين نجمين في بلادهما ويلعبان في نفس الفريق، أي ليفربول هما صلاح المصري وماني السينغالي.

التيجانيون أتقنوا الدخول إلى المونديال وقدموا كرة رفيعة، وأداء جماعيا رفيعا ورسالة حقيقية إلى كل الفرق أنهم هنا ليس للنزهة لكن للعب المونديال من بدئه حتى أقصى حد ممكن.

أعاد أسود التيرانغا إلى الأذهان كلها يوم قصفوا فرنسا في افتتاح المونديال ويوم جعلوا العالم كله يحفظ أسماء لاعبي هذا البلد ذي الخاصية الكبرى والمتميزة: خاصية الجدية في كل شيء.

أيضا منحت مباراة الثلاثاء العالم كله فرصة المقارنة بين فخر الرئيس السينغالي ماكي سال بأبناء بلاده وهو في المقصورة الشرفية يشاهد انتصارهم على بولونيا ليفاندوفسكي، وبين حرج الأمير محمد بن سلمان في مباراة الافتتاح وهو يرى الأخضر السعودي يتعرض للبهدلة العالمية بالخماسية التي ستبقى للتاريخ التي شاهدها الجميع.

المقارنات في عالم الكرة تهدي نفسها بدهاء دوما لم يتقن القبض على تفاصيلها، وما صنعه التيجانيون الثلاثاء أعطانا أملا صغيرا أن القارة الإفريقية لن تعبر المونديال الروسي على استحياء، بل هي قادرة إن آمنت بنفسها فعلا أن تقول للعالم  أنا هنا.

شكرا السينغال الجميلة على الأداء، والأمل في المواصلة والاستمرار. لا خيار لنا غير ذلك...

المغرب: نهاية حلم !

[gallery size="full" ids="398659"]

لم أشاهد مباراة البرتغال والمغرب بالأمس. لم أشاهدها مثلما لم يشاهدها أي مغربي.

كنا هناك في روسيا نحمل المغرب في ثنايا وتفاصيل عروقنا، ونتمنى أن يفوز منتخبنا  رغم رونالدو ورغم كل الأشياء ورغم البقية الباقية.

في نهاية المطاف وقع ما كان واجبا أن يقع: انتهت المباراة ولا تهم النتيجة.

يهمنا أننا رأينا البلد تلعب، ورأينا أبناءنا يقدمون عن الوطن أجمل الصور.

لم تكن البرتغال في الميدان بالأمس رغم كريستيانو ورغم البقية. كنا الأفضل،

يحق لنا أن نقولها ونحن فخورون،

قتلتنا المباراة الأولى ضد إيران. قتلتنا اختيارات رونار ومن قال لرونار إن بوحدوز اختيار كروي طيب.

في نهاية المطاف ما وقع في تلك المباراة الأولى كان حاسما.

علينا اليوم أن نفكر في لقب إفريقي يعيد لمنتخبنا ثقته في نفسه، وعلينا أن نفكر في طريقة ما لكي يصبح لعبنا مرادفا للانتصار.

لعبنا بالأمس لكن لم ننتصر. أين المشكل؟

المشكل في مباراتنا الأولى ضد إيران،والمشكل في إعداداتنا الودية الخارقة للعادة.

انتصرنا ضد صربيا وانهزمنا ضد إيران.

سجلنا على أنفسنا في المباراة الأولى،

ثم سجلنا على أنفسنا في المباراة الثانية بخطأ  دفاعي كارثي.

وانتهت الحكاية.

في المقبل من السنوات، في قادمها لا يجب أن نذهب إلى أي منافسة عالمية كبرى بالمنهزمين.

علينا الذهاب بالقادرين على الانتصار.

نتذكر التيمومي، نتذكر الظلمي، نتذكر البياز، نتذكر البويحياوي، نتذكر حسينة، نتذكر خيري، نتذكر بودربالة، نتذكر الحداوي، نتذكر المدرب فاريا رحمه الله، ونتذكر مساعده جورفان.

هؤلاء سيبقون في الذاكرة.

الآخرون، الخارجون من دورهم الأول لن يعنوا لنا شيئا.

لن يدخلوا التاريخ.

انتهى المونديال بالنسبة لنا، في دواخلنا مرارة لن يزيلها لقجع ومن معه.

صفر نقطة من لقاءين.

شكرا لقجع ومن معه.

انتهى كل الكلام.