AHDATH.INFO

مرحبا بكم فبلادكم !!

[gallery size="full" ids="415749"]

عاد مهاجرونا من العطلة بساعات انتظار طويلة في طنجة المتوسط، وبعلامة تشوير تقول لهم « الصبر يا أهل الله الصبر مفتاح الفرج ». عادوا بعد قضاء أيام فرح مع أهلهم وذويهم، اقتطعوها من نار الغربة ومن معاناة العام كله، لكي يقول لهم الوطن « وداعا بطريقة لاتليق به ولا بهم ».

لم يكن هناك أي داع لكي يقع ماوقع في طنجة المتوسط، ومع تفهم إكراهات الخروج الجماعي في لحظة واحدة لكل المهاجرين الذين أزف أوان عودتهم، ومع استيعاب أنه كان من الضروري عدم اختيار يوم واحد لمغادرة الوطن، إلا أن إجراءات مرافقة كان يمكنها أن تخفف من حدة الانتظار ومن طوله، ومن معاناة الحرارة القاتلة التي عاشها مهاجرونا وهم يذهبون.

القليل من الانتباه للناس هو دور الحكومة الأول والأخير في نهاية المطاف. التنابز بالبيانات والظهور في التلفزيون والإكثار علينا بالكلام الذي لاطائل وراءه أمر لايفيد أحدا…

وعساه يكون درسا مفيدا للقادمات من السنوات والأعوام، فقد غنتها نجاة عتابو يوما، ولا يجب أن نقوم بضدها في الواقع أبدا « مرحبا بكم فبلادكم ».

لمن استطاع إليه سبيلا

[gallery size="full" ids="415750"]

هذا العام لم يكن الحج عاديا على الإطلاق. الركن الأعظم من أركان إسلامنا الخمسة مر على وقع الفيسبوك واليوتوب والفيديوهات القادمة من الديار المقدسة، حتى قال القائل ضاحكا « ماعرفنا هاد الحجاج واش مشاو يحجو ولا مشاو يتصورو ».

ومع ذلك لزم قولها هي الأخرى: مرافقة الحجاج، وهم في الغالب أناس في سن متقدمة وفي حالات صحية غير جيدة مسألة فرض على من يقومون بخدمة الحجيج منذ القديم أي العربية السعودية، لكن الانتباه لحالة أناسنا الذاهبين من هنا هي مسألة تدخل في إطار دور حكومتنا مجددا

مع ملاحظة لا مفر من الانتباه إليها هي أن هناك عملية تضليل كبرى حاولت التهويل مما وقع، واستندت على الصراع السياسي الدائر اليوم في الخليج بين العربية السعودية والإمارات من جهة وبين قطر وإيران من جهة أخرى لكي تصور لنا المشاعر المقدسة باعتبارها قطعة من جهنم، ذهب إليها الناس لكي يبقوا على جوعهم ولكي لايجدوا مواصلات ولكي يعانوا أمام عدسات اليوتوب والفيسبوك وهم ينشرون « اللايفات تلو اللايفات ».

لنذكر بأصلها الأول بكل بساطة «  لمن استطاع إليه سبيلا »، وهاته الاستطاعة ليست استطاعة المال فقط، هي استطاعة الجسد والقدرة على تحمل المشاق أولا، وتقبل الله حج الجميع في نهاية المطاف، سواء كان لوجه الله أم كان لوجه تصوير الفيديوهات والسيلفيهات وبقية الأشياء.

المجلس الذي…

[gallery size="full" ids="415751"]

استمعت لنقاش « الديكريبطاج » الذي أجرته الإئاعة الزميلة « إم إف إم » عن المجلس الوطني للصحافة يوم السبت الماضي.

لاأدري إن كان البرنامج معادا أم سجل منذ حين فقط، لكنه عاد للمشاكل التي وجد المجلس الوطني للصحافة نفسه عليها قبل الميلاد، وخلال انتخاباته التي تحدث عنها الجميع، وبعد توقف أشغال تكوينه دون ظهور بادرة أمل تقول لنا إنه سيعود إلى الالتقاء

النقاش في مجمله طرح انتقادات زملائنا في الفدرالية للإعلام لعملية إبعادهم عن تكوين المجلس، ولما اعتبروه وضعا على المقاس لكل شيء، وليد النقابة التي قالوا إنها غربلت المجلس منذ لحظة خروج قانونه وحتى الانتخابات مما يحق للزملاء الحديث عنه لأن الحرية تقتضي الاستماع لكل الأصوات، ولأن المنطق السليم يقول بأنه لايجب أن يقصى صحافي واحد حامل لهاته البطاقة المهنية المسكينة من الإدلاء بدلوه في هيئة يفترض أنها ستكون حكمنا وملجأنا حين الضيق المهني وما إليه

مسألة واحدة فقط أثارتني، وقد كنت أستمع للنقاش مع شباب دون الثلاثين هي تعليقهم على كل الكلام الذي قاله زملاؤنا وعلى استماعي باهتمام شديد لماكانوا يقولونه « مدابزين على والو آعمي، مدابزين على والو ».

هناك مشكل كبير في الاهتمامات بين الجيل الذاهب إلى حال سبيله وبين الجيل القادم إلى الحياة تلخص كثير أوجه سوء الفهم التي تجمعنا مع بعضنا البعض.

هناك مشكل تواصل فعلي لن نحله فقط باعتناق آليات هذا الجيل التكنولوجية الجديدة. علينا العثور على طريقة كلام موحدة بيننا وبينهم، ماذا وإلا سنبدو لهم مثل حمقى يتحلقون حول تفاهات لاتعني لهؤلاء الوافدين الجدد أي أهمية على الإطلاق

للتأمل ليس إلا، أما المجلس « فعلى راسنا وعلى عينينا » طبعا سواء تكون أم بقي طور النشأة والارتقاء .

وزراء ووزراء

[gallery size="full" ids="415752"]

أصدرت أوريلي فيليبيتي، وزيرة الثقافة في عهد الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا هولاند، كتابا جديدا أسمته « المبادىء » اختارت له شكل الرواية لكنه في العمق محاكمة لسنوات استوزارها ولسنوات دخولها الحزب الاشتراكي الفرنسي هي التي طلقت الحياة السياسية والحزبية ككل، وذهبت من تلقاء نفسها من مجال اعتبرت أنه لم يتوافق مع ماتؤمن به من مبادئ ومن أفكار

قبلها بقليل ألقى نيكولا هيلو الوجه البيئي الأشهر، إسفنجة الاستقالة من الحكومة بعد أن اعتبر أن مايقوم له لا ينصر البيئة إلا في القليل غير المفيد فعلا من الأشياء، وبعده بأيام هدد ستيفان بيرن بالتخلي عن منصبه في حماية التراث الفرنسي إن كان سيكون مجرد ديكور لإخفاء البؤس مثلما قال في حوار له مؤخرا…

في تلك البلاد، يفهم الناس حين لايكونون قادرين على شيء أن الأنبل والأفضل والأجمل هو الذهاب.

في بلاد أخرى لاداعي لتسميتها، يؤمن أمثالهم أن أفضل شعار يمكن للإنسان أن يعتنقه هو « بت هنا ننبت » وإن وصلتهم كل الإشارات ألا أحد يرغب في بقائهم على الإطلاق

بضدها تعرف الأشياء ياهذا؟ أليس كذلك ؟