AHDATH.INFO

كون بقا فالمغرب !

[gallery size="full" ids="416408"]

تزعجني العبارة، بل تذبحني، بل تقتلني، خصوصا وأن أغلبية الذين يكتبونها، يعيشون في المغرب، و « باقيين » في المغرب، ومصرون على هذا البقاء، ومصرون معه على إزعاجنا بغبائهم كل مرة…

« كون بقا داك اللعايبي فالمغرب كون راه دابا كيدوز فبرنامج هواة كيلعب فالحمري و كيجمعو ليه الفلوس»، « كن بقا داك الطبيب فالمغرب كون راه بحال طبيب تزنيت مشرد »، « كون بقات ديك الممثلة فالمغرب كون راه لاعبة فرمانة وبرطال دابا ونهار تمرض يبينوها فالتلفزة كتسعى »، « كون بقات نجاة فالو بلقاسم فالمغرب كون راها باقية كتسرح المعيز فالجبل »،وقسعلىذلكماتشاءمنأمثلةونماذجتقوللنافقطإنهناكجزءاأساسيامنالاستخفافبالذاتومنإلصاقشتىالأمراضوالأدواءوالعللبهذاالمغربالمسكين…

طيب لنتحدث ببديهية وبساطة وهدوء عن هذا المغرب « اللي كون بقاو فيه هاد الناس كاملين كون راه دايزة فيهم الصدقة »، ولنطرح السؤال: من يملؤه؟ من يشغل الفراغ فيه؟ من يعمر أسواره ويقطن في جنباته؟

الجواب هو : المغاربة، سكان البلد الأصليون، هم أنا وأنت وهي وهو والمحيطون بنا وجيراننا وزملاء العمل والممسكون بجدراننا لئلا تسقط وبقية القوم. هذا هو الجواب البسيط والعادي والطبيعي. نحن الذين نسكن هذا المغرب، ونحن الذين جعلناه هذا البلد الذي نتصور ألا حظوظ فيه للعيش، وأن الإنسان إذا بقي فيه سيكون معرضا لكل أنواع الويلات.

نحن الذين صنعنا هذا المغرب الذي نتصوره هكذا. ولا تعتقدوا أن أحدا آخر أو جهة خفية أو أطرافا غير منظورة أو تماسيح أو عفاريت هي التي تملأ هذا الركن الجغرافي والحضاري.

بعبارة أخرى أكثر قسوة وأشد وضوحا: إذا كان المغرب سيئا إلى هذا الحد الذي تصوره لنا هذه العبارة، فنحن المغاربة (جميعا ودونما أي استثناء) السبب.

أما إذا كانت هناك مخلوقات نورانية من بيننا تعتقد أنها تسكن المدينة الفاضلة في مخيلتها، لكنها تتعايش مع « هاد بوزبال » الذين هم نحن، والذين يجعلونها تتحدث عن المغرب بهاته النبرة المتعالية المشمئزة المغالية في احتقار كل شيء وأي شيء، فالطلب الوحيد الصالح للتوجيه لهاته الطبقة « الواعرة بزاف والقافزة بزاف والعايقة بزاف » هو أن تتكرم، وأن ترحم نفسها، وأن ترحمنا نحن أيضا، وأن ترحل عنا، فنحن نريد البقاء في المغرب، ونريد أن نقنع أنفسنا أننا يمكن أن نصنع نماذج ناجحة لنا ولأبنائنا وللأحفاد فيما بعد« واخا نبقاو فالمغرب ».

ماذا لو تكرمتم وصنعتموها وتركتمونا نحن نكتب عنكم في الفيسبوك وغيره بعد أن تنجحوا في ديار المهجر « كون بقاو فالمغرب…كون راهم مانعرف شنو كيديرو مساكن »؟ ماذا لو آلدراري وآلدريات؟؟

الكذوب الأزرق في عينيك!

[gallery size="full" ids="416409"]

أصبح الفيسبوك مجالا متخصصا في الكذب على الناس، في ترويج الصورة الزائفة، وفي الاحتفاء بالنبأ المفبرك.

أصبح الفيسبوك وسيلة تضليل إعلامية كبرى في مجتمعات لا تمتلك آلية التمييز بين الأخبار، ولا تمتلك صحافة قادرة على منحها هاته الآلية، بل لاتمتلك حتى تعليما ينتج أناسا بعقلية نقدية يستطيعون فور التوصل بالصورة أو الخبر أن يخضعوها للمنطق العقلي السليم، وأن يتساءلوا عن دواعي نشرها في هذا الوقت، وعن الجهة التي قد تكون نشرتها، وعن الهدف الأكبر من هذا النشر.

المتلقي الفيسبوكي المغربي، يتلقى الخبر يؤمن به أولا، يعلق عليه ثانيا، يبني عليه مواقف كثيرة ومضحكة في غالبها ثالثا، وبعد ذلك وبعد أن يثبت أن الخبر كاذب أو زائف أو مفبرك أو يراد به شيء آخر غير المعلن، يعود ويقول « الله يلعن الشيطان »، ويمضي بحثا عن خبر آخر أو صورة أخرى أكثر فبركة أو زيفا

في نهاية المطاف الإعلام الجديد الذي بشرنا به العديدون، وقتلوا من خلاله الصحافة التقليدية، وقالوا إنه سيحمل ثورة إلى العقل البشري، هو ليس بهذا الشكل العظيم الذي قيل لنا.

العكس هو الذي نراه. هذا الإعلام الجديد، في مجمله لئلا نغمط هذه الأداة الثورية حقها بشكل نهائي، صنع متلقيا كسولا لايريد تحرك أصغر عضلة في جمجمة رأسه، ويفضل الاستكانة للجاهز من الكذب دون أي تمحيص.

قالها اليوم الكبير أمبرتو إيكو « ربنا يبشبش الطوبة اللي تحت راسو » ويبدو أنه كان صادقا إلى حد كبير:(مواقع التواصل تمنح حق الكلام لفيالق من الحمقى )، والمصيبة هي أننا ملزمون بالذهاب مع هاته الفيالق إلى نهاية المطاف.

« دايرين ريوسنا فمسطيين »؟ كيف ستكون النتيجة؟ سنصاب بالعدوى دون شك، وستعم البلوى وطبعا إذا عمت هنت، لذلك لا إشكال.

مرحى بكل هذا الجنون، ومرحبا بكل هذا الحمق ياهذا.

إنهم يدخلون !

[gallery size="full" ids="416412"]

الإثنين كان يوم الدخول التلفزيوني في فرنسا. كل قناة من قنوات ذلك البلد قدمت طبقها الجديد لهذا الموسم، وتنافست فيما يمكن أن تقنع به المشاهدين أنها أعدت شيئا ما يستحق الفرجة.

من « تي إف 1 » إلى « كنال بلوس » مرورا بال »إم 6 » وقنوات التلفزيون العمومي فبقية قنوات الكابل، كل واحدة اتضح أنها لم تكن في عطلة مدفوعة الأجر أو مجانية، بل ذهبت لكي تستريح، وقدمت إعادات الصيف الكثيرة لكي تجد الجديد الذي ستقدمه لمشاهديها مع مطلع شتنبر هذا.

طبعا يستحيل وأنت تشاهد، وأنت تلعب بآلة التحكم عن بعد تلك اللعينة التي تسمى « الريموت كونترول » أو « التيليكوماند » أن تمنع نفسك من بعض المقارنة، ومن بعض البحث عن بعض الجديد المحلي.

تلعن في السر والعلن الشيطان، وتقول لنفسك « إن الفارق كبير والبون شاسع والمسافات جد بعيدة »، وأنه من الأفضل الصبر على تلفزيوننا المحلي مزيدا من السنوات والعقود والقرون القادمة إلى أن تستقيم الأشياء، وتتغير طلبات العروض وتتغير معها عروض الطلبات، وتنطلق الحكاية بشكل آخر أكثر إبداعا وأكثر اقترابا من الحرية، أكثر ابتعادا من « تإداريت » الخاوية ومن بيروقراطية الموظفين الذين يتلقون أجورا مضمونة نهاية الشهر ومع ذلك يتحكمون في رقاب منتوج إبداعي من المفترض ألا يتحكم فيه أحد.

أيضا تقول إن تجربة التلفزيون في المغرب حديثة وابتدأت بالأمس فقط، أي منذ ستينيات القرن الماضي وهي بالكاد تبلغ ستين عاما أو يزيد، وأنها وإن بدت كالعجوز مقبلة على الرحيل إلا أن العمر في التلفزيون « لايكيل بالباذنجان ».

تمني النفس بحلقات جديدة من « كي كنتي كي وليتي » ومن « رشيد شو » ومن « بقية السهرات العجيبة والأعمال الأعجب وباقي الترهات، وتقول على سبيل الختم التلفزيوني إن لكل امرئ الدخول الذي يستحقه. فهناك من لديه دخول تلفزيوني يحمل هذا الإسم عن جدارة وهناك من لديه « الدخول فالحيط » و « الدخول فالصحة »، و « الدخول فالشبوقات »، من قبيل الفضول الذي نكتبه الآن، فنحن أصلا لاعلاقة لنا بالتلفزيون، لذلك لايصح أن نتحدث عنه إطلاقا.

أقفل الجهاز ياهذا ولننته من هذا النقاش…