AHDATH.INFO

صورتان وحكايتان

[gallery size="full" ids="422142"]

ومثلما يأتينا بالأخبار السيئة الفيسبوك ومن لم نزود، تأتينا أحيانا نادرة عبر موقع التواصل الأزرق أخبار وصور تعيد لنا الأمل في عديد الأشياء.

صورتان التقينا بهما هذا الأسبوع كانتا بآلاف بل بملايين الكلمات. الصورة الأولى لمشجع رجاوي مصاب بالداء اللعين، السرطان، وهو يصر على الذهاب إلى الملعب رغم حصص «الشيميو» المرعبة لمشاهدة الرجاء تتأهل إلى نصف نهائي كأس إفريقيا. والصورة الثانية لرجل وامرأة متقدمين في السن نسبيا، يتصدران منصة حفل للميتال في دورة البولفار الأخيرة، التي كانت مهداة بالكامل لروح آمل سامي الصحافي المغربي الكبير عقلا وروحا وقلبا الصغير سنا مهما امتدت سطوة الموت إلى المكان.

في الصورة الأولى كتب من نشر صورة الفتى الرجاوي المريض - شافاه الله وعافاه - إنه يصر دوما على ارتداء قميص الرجاء، لأنه يعتبر معركته مع السرطان معركة يومية، قد ينتصر فيها وقد ينهزم، وفي حال - لا قدر الله -انهزم يريد أن يكون ذلك بقميص الرجاء مبللا بعرق مقاومة السرطان.

في الصورة الثانية الشباب المندمجون مع موسيقى الميتال لم يعيروا أدنى انتباه إلى أم وأب كانوا قربهم في مقدمة المنصة يستمتعان هما أيضا بالموسيقى الصاخبة، التي تعزف أمامهما.

روح البولفار الحقيقية لمن يعرفها - وقد كان لنا ولازال شرف فعلي وافتخار حقيقي أننا عايشنا هذا المهرجان منذ الدورة الأولى - هي عدم الاكتراث بالسن واللون والشكل والحجم وبقية الترهات التي تسمى في نهاية المطاف اختلافات، وقبول رحابة الإنسان المحب للموسيقى وللفن وللإبداع الشبابي الخارج ربما عن المألوف، لكن المصر على إيجاد مكانه مهما قال عنه من لا يعرفونه ومن لا يفهمون فيه شيئا.

في سنوات أخرى سابقة كنا عندما نقرأ عبارة «عبدة الشيطان» عن البولفار والبولفاريين، نتألم، ونقول «إنهم لا يعرفون البولفار». في السنوات الأخيرة أصبحنا نبتسم بألم وسخرية ونقول «علاش لا؟ إنه شيطان الفن، وهؤلاء الشباب يعشقون فنهم حد الذوبان فيه، وحد التعالي على مثل هاته الألفاظ الشاتمة التي تدل على الجهل وليس على أي شيء آخر».

في الحالتين معا، في الصورتين معا، الفيسبوك ليس نذير شؤم ووسيلة نقل للبؤس والبؤساء فقط. هو أيضا مكان التقاء بعض النوادر الجميلة. يكفي التنقيب قليلا عنها والابتعاد عن المظلمين، فهم داكنون، ويتمنون لو مس ظلامهم كل المضيئين حولهم

«شكون طفا الضو؟» قالها الآخر، ورد عليه الثاني «لنشعل شمعة عوض أن نلعن هذا الظلام الراغب في السيطرة على المكان».

النقيب يتسلى !

[gallery size="full" ids="422140"]

لكي تفهم استراتيجة الدفاع الزيانية يجب أن تكون خبيرا في كل شيء، ولكي تستوعب الخرجات التي يقوم بها النقيب وهو يغير نتيجة خبرة تقنية صادرة عن مختبر تابع للدرك الملكي، يجب أن تكون قد مررت من نفس المسار الذي مر منه صاحب «حزب السبع».

الكثيرون، وفي مقدمتهم محامون زملاء لزيان، يستغربون قدرته هاته على التمادي في خطوات تبدو للكثيرين خطيرة وقد تكون وبالا عليه. لكن من يعرفون «سي محمد» حقا يعرفون أنه استوعب منذ زمن بعيد أن منطق «اللي ليها ليها» قد يكون حلا من بين الحلول وإن دخلت به متاهات الكذب ولي عنق الحقيقة وتقديم حقائق غير تلك الموجودة على أرض الواقع للجمهور.

سي محمد يعتبر أن المغاربة «ماكيقراوش وكيتيقو بالأنترنيت»، لذلك يقول لهم عبر الأنترنيت حقائقه الأربعة مثلما يتخيلها هو ويمضي.

المشكلة هي أن هذه اللعبة مسلية أحيانا حين تدخل بالنقيب عبارات مضحكة وطريفة وإن كانت خادشة للحياء مثل «طن ونص»، أو «ذيل فرنسا» أو «مؤخرة دب»، لكنها عندما تصل حدود الكذب على تقرير اطلع عليه المغرب بأجمعه، ويتضمن عبارة «لم يطلها أي تحريف»، ويقول زيان العكس في ندوة صحفية يحضرها أناس عقلاء، أو يفترض أنهم من منظرهم الخارجي عقلاء، هنا ندخل مساحات أخرى لا مكان للتسلية فيها.

هي أقرب إلى التراجيديا منها إلى أي شيء آخر

أين ستقف بالنقيب رغبة العناد هاته؟

الله ومن يتتبعون هذا الملف عن قرب وبالتفاصيل أعلم بطبيعة الحال. «حنا غير صحافيين داويين وصافي».

الجري وراء «البوز»

[gallery size="full" ids="422143"]

سب يان مواكس، الكاتب الفرنسي المعروف والوجه التلفزيوني الأشهر، شرطة فرنسا واتهمها بعد صدور كتاب عن شعور رجال الشرطة هناك بالخوف من العصابات ومن المنحرفين ومن الإرهابيين ومن الأحياد الصعبة، بأنها «شرطة جبانة تقضي حاجتها في سروالها من شدة الخوف».

اتهام مواكس جاء في برنامج تييري آرديسون على «سي 8»، والرد من طرف الشرطة الفرنسية والمنتسبين إليها كان في مستوى الاتهام، بعد أن تم تعميم فيديو عن تدخلات رجال الشرطة هناك في السنوات الأخيرة في أعمال ضد الإرهاب، أو ضد الإجرام، والتذكير بمن فقدوا حياتهم لأجل حماية المواطن الفرنسي وتركوا صغارا في بداية العمر لن يتعرفوا عليهم أبدا.

الرغبة في قول أي شيء لأجل الاشتهار أو «البوز» مسألة لا تقتصر على تخلفنا المحلي، وعلى حفلات العقيقة المضحكة، أو تبادل النقار المخجل بين مغني ومغنية أو ما شابه.

هي عدوى شاملة وعامة قد تمس كاتبا من النوع الرفيع مثل مواكس، وتجعله يقول أي شيء فقط لكي تتوالى صورته على نشرات الأخبار اليوم كله.

إنها العدوى. لا بل إنه الوباء ولم يسلم منه أي بلد بحمد الله ورعايته. ومع أنهم يقولون إنها إذا عمت هانت، إلا أنها تبدو صعبة الاستسهال فعلا، هاته الردة الكبرى نحو الخلف بكل تقدم تكنولوجي للمفارقة والتناقض الصارخين.

«آرا شي بوز اللاحفظك نحركو بيه شوية القضية، راها عيانة».