AHDATH.INFO

تركي مرة أخرى !

[gallery size="full" ids="422468"]

وعاد تركي لخلق الحدث سلبيا مجددا، وعاد المسؤول الأول عن الرياضة في الشقيقة السعودية لكي يجد نفسه مرة أخرى في مواجهة مشجعين عرب يسبونه ويسبون أمه بطريقة غير لائقة وغير مقبولة إطلاقا، لكن إدانتها لاتمنع من طرح السؤال "لماذا؟ »، و « لماذا تركي بالتحديد كل مرة؟ »

في الصيف الماضي، عاش المستشار السعودي نفس القصة مع الجمهور المغربي الحاضر في المونديال، والذي كان غاضبا بشكل عادي ومشروع من عدم تصويت السعودية على الملف المغربي لاحتضان المونديال.

عوض أن يتفادى تركي الجمهور الغاضب، وعوض أن يتفهم أن المغاربة أحسوا ببعض من مرارة بسبب عدم تصويت الأشقاء لهم، وبسبب التغريدات التي كان يكتبها في تويتر، أصر الرجل على أن يخرج إلى أولئك المتفرجين الغاضبين وأصر أن يلتقط صورا له وهم بينهم بينما هم يسبونه.

ولولا تعقل الجمهور المغربي حينها، وترفعه عن الرد لوقع مالايحمد آخره، ولا تقبل عقباه، ولانريده لا لتركي ولا لغير تركي..

هذه المرة، المعركة جمعت تركي بأنصار القلعة الحمراء المصرية، النادي الأهلي، والسبب عدم قبول إدارة نادي الأهلي ترك تركي يتحكم في رقبة النادي، ومسارعته لإنشاء نادي جديد هو "بيراميدز" بعد أن اقتنى نادي الأسيوطي وغير إسمه وأتى بعدد كبير من اللاعبين وافتتح قناة تلفزيونية باسم النادي

كل هذا مقبول وعادي، ويدخل في إطار استثمار ماأحوج المحروسة إليه بعد السنوات العجاف التي مرت منها والتي كادت لولا الأيادي التي سلمت أن تعصف بها إلى المجهول، سوى أن الرجل، لم يحترم حتى وضعه الاعتباري، وقربه من ولي عهد السعودية، وواصل التحامل على الأهلي والهجوم على جماهيره عبر تويتر وفي منتديات الرياضة بصفة عامة في مصر، قبل أن يهدد مرة أولى بالانسحاب من الدوري إن لم يتم تخصيص حكام أجانب لكل مباريات فريقه "بيراميدز"، وقبل أن يعود الإثنين لإعلان توقيف استثماره الرياضي في مصر وإقفال القناة وتوزيع لاعبي بيراميدز على فرق هو سيتكلف بها أو مثلما قال للاعبي بيراميدز في الهاتف "أنتم في رقبتي"، وذلك بعد أن اغتاظ من الشعارات التي رفعها ضده جمهور الأهلي، وهو واحد من أعرق جماهير الوطن العربي وأقدمها وأكثرها تأثيرا وتنظيما.

حكاية تركي جديرة بالتأمل والانتباه. وهي إذ تقدم لنا نموذج رجل يتصور أنه يمكنه، فقط اعتمادا على المال أن يفعل مايشاء، تعطينا أيضا وجها من أوجه هذا الاستثمار العربي بهاته الطريقة الخاصة جدا من نوعها في البلدان الفقيرة أو التي يعتبرها أهلنا من المستثمرين فقيرة.

الاستثمار الأجنبي في الكرة اليوم ظاهرة عالمية، مانشستر سيتي مع الإماراتيين، برشلونة في وقت سابق مع صندوق قطر، باريس سان جيرمان اليوم مع الخليفي ومن معه، مالاغا وعدد كبير من أندية أوربا تعيش اليوم إما بالاستثمار العربي الخليجي أو بالاستثمار الروسي أو بالاستثمار الصيني، ولكن لا أحد في كل هاته الاستثمارات العالمية الكروية يخلق الحدث بهاته الطريقة التي يخلقها تركي، ولا أحد يجد نفسه كل مرة في موقف مؤسف ومحزن هو صنعه بنفسه غير تركي.

ونحن في المغرب، ومع الحب الجارف الذي نكنه للأهل في السعودية، وحتى في عز غضبنا من عدم تصويتهم علينا لتنظيم المونديال لاعتبارات تخصهم وتخص مصلحتهم الوطنية التي يجب أن تكون مسبقة على ماعداها (مثلما يجب أن تكون مصلحتنا الوطنية مسبقة على ماعداها) لم ننبس ببنت كلمة سيئة عن الأشقاء في السعودية،لأننا نعرف ضبط أنفسنا،ونعرف أنهاحكاية تفوق القدرة ولاتستدعي تشنجا لن يذهب بها إلا إلى أشياء سيئة.

في تلك الأثناء خرج تركي لوحده ينفخ في نار لم نرد لها أن تشتعل، وساهمنا كل في موقعه في منعها من الاشتعال وانتهت الحكاية، لكن لم ينته السؤال: ماذا يريد تركي بالتحديد؟

اليوم المشهد الرياضي المصري بأكمله يعيد طرح نفس السؤال: ماذا يريد تركي؟

والظاهر أن "بوناصر " بنفسه لا يملك الجواب، فهو إما غير مفهوم من طرف الجميع، وإما أنه غير مفهوم من طرف نفسه، وهذا أسوأ بطبيعة الحال…

على كل حال موضوع شيق للمتابعة، فالأهل في مصر يتقنون وضع البهارات جيدا على مثل هاته الأطباق الفرجوية لكي تصبح متابعتها أمرا غير قابل للإخلاف. يكفي تأمل جنرال الإعلام المصري مدحت شلبي وهو يصرح « يانهار أبيض » للتأكد من أن هاته الفرجة مضمونة مائة في المائة اليوم وغدا وفي كل الأيام..

وأنا ماعندي زورق !

تطورت حكاية الحريك وفيديوهاته والتشجيع عليه بشكل مؤسف الإثنين الماضي، لكي تصل حدود إطلاق الرصاص على زورق للحراكة رفض سائقه الامتثال لطلب البحرية الإسبانية أولا « الغوارديا سيفيل »، ثم لطلب البحرية الملكية المغربية ثانيا ما أدى إلى وقوع قتيلة وجرحى من ركاب الزورق.

هذا التطور المأساوي كان بالفعل آخر ماننتظره من "الفيديوتيك البحرية" التي تم تدشينها مع نهاية شهر غشت، والتي عادت علينا بعشرات الأشرطة القصيرة المصورة من عرض البحر لشباب ولآخرين أقل شبابا يحاولون الخروج من المغرب، نحو أوربا. وهي أشرطة اختلط فيها القديم بالجديد، بالمفبرك بالحقيقي، بالمقتطف من أحداث سبق لها الوقوع في الشمال في سنوات سابقة، بأخرى لم تقع على أرضنا، بمشاهد لليبيين وسوريين وجدت نفسها موضبة مع مغاربة، بكثير من اللعب غير البريء الذي حذرنا منه في حينه وأوانه إلى أن وصلنا إلى هذا التطور المؤسف الذي كان متوقعا لأن الهجرة السرية أمر غير قانوني وغير مشروع ولأنه يمس بلدين معا وموضوع على غاية كبرى من الحساسية، وقدر كبير من الخطورة مما قد لايستوعبه بعض القابعين خلف حواسيبهم أو تلفوناتهم يلعبون بالمشاهد ويطلقونها ويتقاسمونها دون أن يعرفوا صدقيتها ولا زمن تصويرها ولا اليد التي صورت ولا اليد التي حركت كل هذا التصوير…

باختصار هذا الفيلم محزن وقاتل وقاس، وهو يمس البلد في صورته الكبرى، وهو ليس لعبة أو طريقة مقامرة لأجل شيء ما.

هو سيف بحدين قاتلين، لا وجود فيه لوسطية خروج من الإقدام عليه سالمين. لذلك لنحذر فعلا ولنتأكد من كل ماننشره، ومن كل ما نقوله عن هذا الموضوع، ولنذكر أهلنا والقريبين منا والآخرين الذين قد يبعدون أن الهجرة نحو الموت لم تكن أبدا طريقة مثلى لبدء الحياة...

العنصر والحركة والشباب

[gallery size="full" ids="422470"]

للحركة الشعبية الحق في اختيار الزعيم الذي تراه ملائما لها، ولمن يرغبون في تشبيب الحياة الحزبية المغربية أن يكونوا أحزابا وأن يضعوا على رأسها شباب دون سن العشرين، ولهم إن كانوا لازالوا شبابا هم أيضا أن يتولوا قيادة أحزابهم إن كانوا منتمين لأحزاب أصلا..

في كل الحالات، تشبيب العقليات أهم بكثير من تشبيب عمر الزعامات، لأنني أعرف عددا كبيرا من الصغار سنا، الشائخين عقلا، غير القادرين على مجاراة أي شيء في هذا الزمن لا في مجال اشتغالهم إن كانوا يشتغلون، ولا في مجالات عطالتهم إن كانوا قابعين يشاهدون، والله أعلم من قبل ومن بعد « أنا غير داوي وصافي ».