AHDATH.INFO

حداد أم همجية؟

[gallery size="full" ids="423485"]

هل يمكن أن تتضامن مع فتاة ماتت في رحلة محزنة مثل الراحلة حياة بتخريب ممتلكات الناس الخاصة وممتلكاتك العامة، وبزرع الفوضي والرعب في المدينة عقب مباراة لكرة القدم مثلما فعل بعض المحسوبين على جمهور المغرب التطواني يوم الجمعة الماضي؟

الجواب هو قطعا لايمكن، وماوقع الجمعة هو خليط من جهل ومن همجية ومن تخلف ومن ابتعاد عن الحضارة والتحضر بكل ما في الكلمة من معنى

ولكي نتحدث بصراحة أكبر، يمكن القول إن الراحلة حياة كانت هاربة من الفقر في بلادها ومن البؤس ومن حالة مادية ضعيفة، لكنها أيضا كانت هاربة من هذا النوع من التخلف الذي أهداه لنا من كسروا السيارات، واعتدوا على المواطنين الآمنين وروعوا مدينة بأكملها وأهانوا رموزنا الوطنية، وحملوا راية بلد آخر لو كان متيقنا أنهم سيأتون إليه فعلا لقصفهم بما هو أسوأ من الرصاص بكثير.

ذلك العلم الإسباني الذي كان يلوح به من علياء جهلهم بعض المحسوبين على جمهور تطوان، هو علم بلاد تهرب من هذا النوع من التخلف، وتخشى على نفسها من أن يطأها جهل من هذا النوع لذلك تتشدد هي وبلدان أخرى تشبهها في منح التأشيرات "لمن والا"، وتريد الحفاظ على ماصنع تقدمها من خلال الترحيب بالقادمين إليها بكل تحضر لكي يشاهدوا بعضا من تقدمها وفي المقابل ترفض أن تمنح تأشيرة دخولها لمن لايتقن إلا العنف والمخدرات والجهل وبقية آيات الهباء

هذا الكلام قاس ربما، لكن المشاهد التي أتت من تطوان أقسى بكثير، وأسوأ منها بعض التعليقات التي صدرت عن بعض من يعتقدون أنفسهم مناضلين وهم يكتبون في صفحاتهم إن الشعب يثأر لحياة (كذا !!!).

هؤلاء على الآخرين على أولئك، مزيج من هذه الورطة التي نحن فيها ونحن نتعايش مع أناس لايدرون ما الذي ينبغي عليهم أن يفعلوه بأنفسهم وبوطنهم، وبذواتهم وبكل شيء فيهم، لذلك يرتكبون مثل هاته الفظاعات ولا يحسون بثقلها

مؤسف ومحزن ولا تبرير لهذا الهراء إطلاقا الذي أصبح يستحل كل شيء وأصبح يريد لنفسه أن يكون سيد المكان معلنا الفوضى والتسيب في كل الأرجاء بشعارات نصفها لايصدقه، ونصفها الثاني لايفهمه أصلا .

الله يعفو وخلاص…

« الشانيلي تي في »!!

[gallery size="full" ids="423486"]

أستمتع هاته الأيام - بكل ما في كلمة الاستمتاع من معان ودلالات - بمتابعة قناة تركي آل الشيخ على النايل سات « بيراميدس إف سي تي في »، وهي القناة الخاصة لرجل الأعمال السعودي ورئيس هيئة الشباب هناك في أرض الحجاز، ورئيس ومالك فريق بيراميدس الناشئ عن اشتراء نادي الأسيوطي من طرف تركي وتحويله إلى فريق يراد له أن ينافس الأهلي والزمالك في الدوري المصري، بعد الشنآن الشهير الذي جمع آل الشيخ بالخطيب ومن معه في إدارة الأهلي.

أستمتع بأداء القناة، ولو أنها ليست قناة تلفزيونية بالمعنى المتعارف عليه عالميا. هي قعدة شاي مصرية. مكان للدردشة، قهوة شعبية، ملتقى عام في انتظار قدوم حافلة أو « ميكروباص » أو أي شيء من هذا القبيل. المهم هي ليست قناة تلفزيونية ولن تكون أبدا كذلك لكنها مع ذلك ممتعة بكم الغباء والرداءة المقترف فيها. كيف ذلك ؟

عندما تشرع في مشاهدة برنامج من برامج هذه القناة، ولنأخذ مثالا برنامج من يلقبونه بجنرال الإعلام الرياضي في مصر مدحت شلبي، لا يمكنك أن تنتظر توقيتا للبدء وتوقيتا للختم.

البرنامج في هاته القناة قد يدوم ساعتين أو ثلاثا أو أربعا أو خمسا أو ربما أكثر، مايجعله نوعا من أنواع « التيليتون »، لكن المفارقة هي أن هذه القناة لا تجمع الأموال عبر تيليتونها هذا بل تفرقها سيارات باذخة على مشاهديها، ووعودا بآفاق أفضل على المشاركين فيها ممن يرضون سيادة المستشار تركي، كما وقع لمرتضى منصور رئيس الزمالك الذي تلقى في نفس الليلة وعدين بنقله مع فريقه في طائرة خاصة إلى السعودية، ثم بافتتاح قناة تلفزيونية لناديه الزمالك، وكل هذا لأنه سب في نفس الليلة الأهلي عبر المباشر في هاته القناة بكل مايملك من قوة.

ثم إن احترام الأعراف أو الأخلاق أو الناس في هذه القناة أمر غير مطروح البتة، وهي تذكر بقناة طيب الذكر التي قتلت قبل الأوان « الفراعين » التي كان يديرها ويقدم برامجها ويقيل تقنييها على الهواء توفيق عكاشة اللطيف

الخميس قال مرتضى منصور عبر القناة كلام عن أم أحد المذيعين لو قاله في أي مكان من العالم الفسيح لكان في السجن حالا. لكنها « بيراميدس تي في »، وهي قناة من حسناتها أنها تدفعك دفعا للترحم على التلفزيون المغربي، وشكر من قرر له أن يبقى منغلقا يقدم البرامج بحساب، ولا يستضيف أيا كان ويحدد من يجب أن يمر ومن يجب ألا يطأ أبدا القنوات، لأننا لو أطلقنا هذا الحبل على غاربه لرأينا مثلما نرى اليوم على هاته الشاشة الغريبة فعلا، الدالة على مستوانا العام في تابوتنا العربي، الممتلكة لكثير مال ولكثير تقنيات حديثة، لكن المفتقدة للأهم: القليل من العقل

لكن ما حاجتنا جميعا إلى العقل ونحن نحيا مع الحمق؟ ماحاجتنا فعلا إليه؟؟؟