AHDATH.INFOموسم الهجرة إلى السودان[gallery size="full" ids="446343"]يكفي السودان أنه قدم لنا الطيب صالح لكي نهتم به، ولكي نعتبر مايقع فيه هذه الأيام يعنينا مباشرة وليس أمرا نافلا أو من قبيل الأخبار التي نراها على أشرطة الأخبار في القنوات إياها عن بلد لا يعني لنا شيئا..بالنسبة لي منذ "موسم الهجرة إل الشمال"، السودان ومصر في كفة واحدة بلدان خاصان وعزيزان على القلب. يعني جنوب الوادي مايعنيه شماله بالتحديد. ويعني الأهل هناك لنا كثير الأشياء.وطبعا عندما تتعرف على السودانيين الذين التقينا بهم، في هاته المسيرة المسماة الحياة، سواء طلبة الرباط الأكثر تأدبا والأكثر أخلاقا والأكثر قدرة على التعلم، أو أصدقاء الحرفة فيما بعد الذين قدموا لنا دلائل خيرات عديدة عن شخصياتهم وعن المحتد الأصيل الذي يتحدرون منه، أو العمال المشتغلين في كل الأماكن من صديقي الذي باعني ألذ "شوارما" أكلتها في حياتي إلى الرفيق الآخر الذي ذرعنا رفقته العاصمة بكل الجدران، فإن الخلاصة تكون واحدة : شعب دارس وعالم ومتواضع ومؤدب مثل هذا الشعب يستحق بالتأكيد مصيرا أفضل بكثيرلذلك لا تبدو الانتفاضة القائمة اليوم هناك أمرا قد نتجاهله بالإكثار من الحديث عن سترات فرنسا الصفراء أو عن أحداثنا المحلية من ابن كيران وحامي الدين والرميد إلى راقي بركان غير الشرعي وبقية التطوراتلا، لهذا البلد في القلب المتسع الكامل والمكان الخاص، وله أساسا منا، لئلا نسمى من نوع الفضوليين الذين يحشرون أنوفهم في أمور تعني بلدانا ودولا أخرى دعاء صادق من القلب أن تنفرج الغمة، وأن يشرع الأهل هناك في تنفس الحرية وأن يتوقف هذا الفاصل الكئيب الذي دام سنوات وعقودا كثير، وجعل الأرض الطيبة التي لايمكنك إلا أن تعشقها إذا ماتعرفت عليها أصلا مكان التقاء لكثير من الدخلاء عليها الذين وجدوا في الالتباس القائم هناك أرض ازدهار لهمالقلب مع الأهل في السودان، كيفما كان اختيارهم وكيفما كانت تطورات الأمور لديهم في الخرطوم وخرطوم بحري وأم درمان وود مدني والجنينة والدمازين وكوستي وفي بقية الأماكنلكم الله ياخ، ولكم دعواتنا الصادقة اليوم وغدا وفي كل الأيام.يافاس حيى الله أرضك..[gallery size="full" ids="446344"]يافاس حيى الله أرضك من ثرى، هكذا غنى المغني الرائد، فرد عليه الشاعر "فاس والكل في فاس"، قبل أن تأتي سيارة الجيب الأمريكية الصنع حاملة حامي المستشار البرلماني يوم الثلاثاء مرفوقا برئيس الحكومة السابق ابن كيران وبعمدة المدينة الإدريسي وببقية الشلة لأجل النصرة وتقديم يد العون، وإعلان المساندة الظالمة أو المظلومة، لا يهم للأخ في رحلة كفاحه ضد القضاء المغربيكيف يمكن أن نقرأ بهدوء موقف رئيس الحكومة السابق وقيادات العدالة والتنمية من متابعة حامي الدين من جديد بتهمة ظلت تلاحقه منذ تسعينيات القرن الماضي ولم يستطع التخلص منها إلى الآن؟القراءة الهادئة الوحيدة تقول إن هذا الموقف كان منتظرا من الحزب ومن قياداته، التي تعرف الكثير عن هاته القضية المسماة قضية آيت الجيد، لكن تعرف بالمقابل أن الاعتراف بالمسؤولية التاريخية أو إعادة المحاكمة من جديد أو أي تقليب لهاته المواجع معناه توجيه ضربة قوية للبيجيدي لم يعد حملا لها بعد سبع سنوات من التدبير والاستنزاف الحكوميينابن كيران وحش سياسي يعرف ماذا يفعل بالتحديد، ويعرف جيدا أنه لا يملك خيارا آخر غير خيار إعلان المقاومة في وجه القضاء وإن بدا أنه ضد دولة المؤسسات، وإن ظهر أنه يضرب مبدأ استقلال القضاء في الصميم، وإن اتضح أنه ينزع بشكل شبه نهائي الآن قبعة رجل الدولة، ويعتمر "برنيطة" الزعيم الطامع فقط في الحفاظ على ماتبقى من البيت الحزبيمن هاته الناحية الرجل لا يلام إطلاقا، لأنه وفي عز انشغاله الحكومي أثناء ترؤسه الحكومة لم ينس يوما قبعة الزعيم الحزبي، وظل موزعا بين تدبير شؤون كل المغاربة - مثلما يفرض ذلك منصبه رئيسا للحكومة - وبين التفكير في مآلات حزبه الانتخابية اليوم بعد الآخر إلى أن انتصر جانبه الحزبي في نهاية المطاف على جانب رجل الدولة فيه، فكان الإعفاء وقبله ما أسماه هو وطائفته "البلوكاج" مما أصبح الآن في عداد التاريخ وإن كان مؤثرا بشكل كبير في الحاضر الذي نحياه وفي مختلف التطوراتما القادم الآن؟لاشيئ. سننتظر فبراير المقبل لكي نرى إن كانت عقلية "عدم تسليم أخينا للقبيلة الأخرى" ستنتصر، أم أن عقلية تدبير الأمر بمنظور أكثر رصانة هي التي ستكون لها الغلبةفي انتظار ذلك، وجه الرجل من حيث يدري ضربة قوية لاستقلال القضاء المغربي، وأعطى كل الذين يشرعون أفواههم سبا وشتما في العدالة المغربية دليل لم يكونوا محتاجين إليه لتوطيد ادعاءاتهم وتأكيد زعمهمشكرا شكون؟شكرا عمو ابن كيران بطبيعة الحال...