AHDATH.INFOلأول مرة بالجامعة المغربية أنجز عدد من الطلبة بحوثهم لنيل الإجازة في علم النفس باللغة الإنجليزية بجامعة محمد الخامس بالرباط، في الوقت الذي ظلت البحوث تنجز منذ خلق هذه الشعبة باللغة العربية.المبادرة التي كانت من تأطير الأستاذ سفيان أزواغ، كشفت عن انفتاح الطلبة المعنيين بشعبة علم النفس بكلية الأداب والعلوم الإنسانية على المصادر الأساسية للبحث العلمي في لغتها الأصلية.وفي تعليقه على الحدث أكد أستاذ علم النفس بجامعة محمد الخامس عبد الكريم بلحاج أنه "من المتعارف عليه أن بحوث الإجازة أو ما يصطلح عليه بمشاريع نهاية الدراسة، تشكل تجربة أولى للطلبة في التعاطي مع صيرورة البحث العلمي بأدواته المنهجية وأطره النظرية، بحيث تعتبر محطة إنجاز في مسار التكوين. وقد سار الحال على هذا المنوال في تقاليد التعليم العالي بالنسبة لمسلك علم النفس. وهو المسلك الذي دأب التكوين فيه عند مستوى الإجازة باللغة العربية، وفيما تعلق ببحوث التخرج فقد انحصر إنجازها، أيضا، باللغة العربية، اللهم بعض الانفراج الذي أتحته شخصيا قبل سنوات باللغة الفرنسية. كما أن بحوث المستويات العليا (الدكتوراه والماستر) فقد اقترن إنجازها باللغة التي تؤهل بها (العربية والفرنسية). أما وأن تُنجز أعمال عند هذا المستوى (الإجازة) باللغة الإنجليزية بحثا وتحريرا وعرضا، فهذه سابقة لم نعهدها في هذا المجال بالمغرب، وما يميز هذه الأعمال هو جديدها وتفردها من حيث الانخراط المباشر في المناخ العالمي للعلم بحثا ومعرفة، بدون المرور عبر وسائط الترجمة والتبيئة اللغوية".وقال الأستاذ الجامعي: "نحن أساتذة علم النفس والمشرفين على تكوين الطلبة لا يسعنا إلا التنويه بالكفاءة والجهود التي برهن عليها الطلبة في عملهم هذا، لاسيما وأن النقطة المخصصة لمثل هذا البحث لا تتعدى كونها مثل أية وحدة في أسدس التكوين، هذا الذي يتم برمته باللغة العربية مع بعض التلهيج. وما يُستشف من عمل هؤلاء الطلبة هو انفتاحهم على المصادر الأصلية في اكتساب المعارف العلمية في المسلك، مما يشكل منجزا مؤهلا يُحسب لهم. فبالتأكيد أن ما ساهم في تفعيل هذه الخطوة هو التواطؤ العلمي والبيداغوجي للأستاذ المؤطر وتشجيعه للطلبة على المضي قدما في التعبير عما يتوفرون عليه من كفاءة لغوية، حتى وإن كانت المواضيع التي اشتغل عليها هؤلاء آنية وتنصب في مجال علم النفس الشغل بالنظر إلى مواكبة القرب تأطيرا وتدريسا وبحثا التي تم توفيرها للطلبة".وأضاف بلحاج: "لقد كانت حصة تقييم هذه الأعمال لحظة غير مألوفة، لأنها شهدت على ما يختزنه جيل الشباب من كفايات تؤهلهم إلى الانتقال نحو أفق العالمية وقد كسروا حواجز الحدود الجغرافية واللغوية وتحرروا من عقدة هيمنة اللغة العربية والفرنسية في التكوين في علم النفس. فتحية للأستاذ سفيان أزواغ على هذه المبادرة وعلى الأفق الذي يبشر عليه البحث في مجال علم النفس بالمغرب. إنها مؤشرات الاستعداد لمصاحبة جهود الإصلاح والتجديد في التعليم العالي".