AHDATH.INFO«التأويل هو المعول عليه اليوم للخروج من الانسدادات التي تعاني منها الثقافة العربية في الزمن الحاضر، سواء أكانت انسدادات باسم الدين والهوية والمتجسدة في الأصولية الدينية التي تستعدي الحداثة، أم انسدادات باسم الحداثة والتقدم وما شابه ذلك ..» بهذه العبارات اختار المنسق الإقليمي لمؤسسة مؤمنون بلا حدود د، صابر مولاي أحمد، تسليط الضوء على أهمية التعاطي مع التأويل في عصرنا الحالي.صابر الذي قدم كلمته أمس الأربعاء 17 أبريل، خلال انطلاق أشغال المؤتمر الدولي المنظم  من طرف مختبر التأويليات والدراسات النصية واللسانية التابع لكلية الآداب في  تطوان،  بشراكة مع مؤسسة "مؤمنون بلا حدود للدراسات والأبحاث" حول موضوع "التأويليات وعلوم النص"، اعتبر أن الدرس التأويلي خطوة للانفتاح على الماضي بما يخدم ثقافة الحاضر استنادا على ثقافة الحوار، كما ذكر بالعناية الخاصة التي تخصصها مؤسسة مؤمنون بلا حدود للبحث والنشر المعرفي المتصل بالفلسفة التأويلية، حيث تتوفر المؤسسة على مجلة تحمل اسم "تأويليات."المؤتمر عرف مشاركة نخبة من الأكاديميين والباحثين المتخصصين في عدد من الجامعات العربية والمغربية، حيث عرفت الجلسة الافتتاحية كلمة ترحيب وإشادة بهذا المؤتمر من طرف كل من نائب رئيس جامعة عبد المالك السعدي المكلف بالبحث العلمي د. أحمد الموساوي، وعميد الكلية د. محمد سعد الزموري، ومحمد الحيرش، منسق مختبر التأويليات الذين أشاروا إلى راهنية إشكال التأويليات في الدراسات الأكاديمية.الجلسة العلمية الأولى تمحورت حول "النص الفلسفي وأسئلة الحقيقة والتأويل"،التي سلط فيها الفيلسوف والمفكر المغربي د.عبد السلام بنعبد العالي الضوء على طبيعة الحقيقة و خطورتها تأويلها.وفي المداخلة الثانية حول "أخلاقيات التأويل: رؤية جادامرية"، ركز د. سعيد توفيق على أهمية الوقوف على ما يمكن تسميته "بأخلاقيات التأويل"، التي استحضر فيها طبيعة المنهج ودور الأخلاق لفتح قوس على إمكانية التأويل.أما المداخلة الثالثة التي ألقاها د.محمد أبو هاشم محجوب، كانت تحت عنوان "نهاية النّص وبداية التأويل: عالم النّص: من الأفق الشعري إلى الحدس الفكري"، التي استحضر فيها معطى المنزلة البلاغية والميتافيزيقية لمفهوم الاستعارة. في الوقت الذي ركزت مداخلة د. محمد شوقي الزين الموسومة بـ"النص وتأويلاته: استدارة هيرمينوطيقية" على قول باسكال: «إنَّها دَائرَة لانِهَائِيَة، مَرْكَزُها في كُلِّ مَكَان ومُحِيطُهَا في غَيْر مَكَان»، حيث تسائل عن ماهية قصَّة هذه الدائرة وأيُّ تعليم نستخلصه منها بشأن النص وتأويلاته؟وفي مساء اليوم نفسه، انعقدت الجلسة العلمية الثانية حول موضوع "النص التخييلي وإبدالات التأويل"؛ وقد تكفل بتسييرها د.خالد أمين.افتتحت هذه الجلسة بمداخلة د. عبد الله إبراهيم، وهي بعنوان "الإيهام بصدق المُحالات السردية- ضرورة الكذب السردي-". وفيها تطرق إلى الرواية بوصفها فنا دنيويا؛ لأنها تنشد إقامة صلة مع العالم بواسطة التمثيل، وفيه يترتّب شأنها، بداية من التفكير بها وصولا إلى تلقّيها، مرورا بكتابتها، وتأويلها.عبد الرحيم جيران في المداخلة الثانية المعنونة "إنتاج النص: التآول وتدوين الليالي " إمكانية استرجاع "الليالي" إلى موضعها الأصليّ الذي ليس سواها.  بينما تطرق عبد اللطيف محفوظ في مداخلته "التأويل السيميائي للنصوص الشعرية: (قراءة في قصيدة " حيث أنا")، إلى أهمية  تجربةالشاعر المغربي محمد بنطلحة، وتميزه باتجاه متفرد في بناء المعنى الذي يتجلى في قدرته على خلق التوازن بين الصورة الشعرية والمعنى الاجتماعي، وعلى استقطاب القراء الباحثين.