AHDATH.INFOالأولى: "ذكاء" غير عادي ![gallery size="full" ids="486522"]لابأس من بعض الحديث عن القرارات التحكيمية التي رافقت مباراتي الوداد ونهضة بركان في المنافستين القاريتين، وبالتحديد في النهائيين.لاتستطيع اليوم أن تقنع وداديا واحدا أن الحكم المصري كريشة لم يظلم القلعة الحمراء، ولا تستطيع أن تفعل نفس الأمر مع مشجع بركاني واحد بخصوص الحكم الإثيوبي تيسيما...البعض فسر هذا "التحامل" بكونه ردا من الكاف على "انسحاب" المغرب من سباق تنظيم "الكان"، وترك المجال فارغا لمصر عكس ماتم الاتفاق عليه في الكواليس في وقت سابق بين جامعة الكرة لدينا وبين الكاف...البعض قال إن انقلاب موازين القوى في الكاف يسير اليوم نحو تفضيل المصريين والتونسيين، وأن الحظوة التي مر منها فوزي لقجع وكرتنا المحلية قد انتهى أوانهاوبعض ثالث يقول لا هذه ولا تلك. إن هي إلا أخطاء فردية إنسانية لحكام قد يصيبون أحيانا وقد يخطئون في الأحايين الأخرىفي كل الحالات أسأنا جميعا في الصحافة المغربية لفوزي لقجع، ومن خلاله للكرة المحلية، حين انخرطنا نحن أيضا -بشعور أو بلا شعور - في ترويج تلك الخرافة التي يرددها جمهور الكرة بلغته "راه لقجع داير خدمتو".اقتنعنا، أو كدنا نقتنع في لحظة من اللحظات أننا أصبحنا نتحكم في دواليب الكرة الإفريقية، وأننا سنستلم المشعل من سليم شيبوب التونسي ومن راوراوة الجزائري ومن بقية حاكمي الكاف الفعليين أيام زمان الذين كانوا يحددون الفائزين بالألقاب قبل بداية المنافسات، وكانوا يحددون المتأهلين للمونديالات وللألعاب الأولمبية قبل بدء الإقصائياتشرعنا نحن أيضا في ترويج الأسطوانة التي روجها خصوم المغرب، من أن أحمد الأحمد صديق للمغرب، بل ورجل يشتغل لصالح المغرب دون أن ندرك أن هذا الترويج لهاته الأطروحة سيحرج الرجل فعلا، وسيدفعه إلى نفيها بكل الوسائل إذا ما هو أراد البقاء في منصبهتماما مثلما أحرجت هاته الأسطوانة لقجع بنفسه ووضعته في مكان ليس له، وأوهمت الناس أنه يستطيع الإتيان بلقب كأس العالم إلى المنتخب المغربي إذا ما هو أراد ذلك، علما أن قدرات الرجل في مجال الكرتين القارية والعالمية أقل من ذلك بكثير.في المحصلة الختامية، نحن نؤدي هاته السنة ثمن حديثنا عما نعرفه وعما لا نعرفه. ومن المحتمل - وهذا هو الأسوأ الذي لانتمناه-  أن يمتد هذا الظلم إلى كأس الأمم الإفريقية التي ستلعب في مصر، وأمام أنظار جمهور مصر وما أدراك ماجمهور مصر وما أدراك ماشوفينية جمهور مصر، الذي لن يقبل بخروج الكأس من بلاده بكل الوسائل الممكن تخيلها وأيضا الأخرى التي لا تخطر على بال…الصحافة الرياضية ليست، مثلما يعتقد كثير منا، أسهل أجناس المهنة. لا هي من بين الأصعب، إن لم تكن الأصعب لأنها تخاطب شريحة من القراء من نوع خاص جدا يلزم الكثير من الحذر أثناء محادثتهم لئلا ندخل إلى أذهانهم إشاعات يجعلونها حقيقة، ويبنون عليها كثير الأوهام التي تكبر وتكبر إلى أن تصبح حقائق نؤدي ثمنها "كاش" على أرضية الملاعب في النهائيات وفي غير النهائياترفقا بالمهنة رجاء، ورفقا بالكرة "هالعار"، ورفقا أساسا بصورة بلادنا "هاحجر العافية"، أيها المتدخلون "الأذكياء أكثر من اللازم" على اختلاف مجالات تدخلكم التي لم نعد قادرين على حصرها في ميدان واحد أو إثنين أو عشرة أو مليون...الثانية: ورقة حمراء ضرورية ![gallery size="full" ids="486523"]انخرط بعض لاعبي نهضة بركان، بعد هزيمتهم أمام الزمالك المصري، في نوبة هستيرية جعلتهم يعتدون على مشجع مصري اعتداءا غير مقبول ولا وصف له نهائيا.كيفما كانت الأسباب التي دفعت اللاعبين إلى هاته العصبية، ومع تفهم وضعيتهم عقب الانهزام في النهائي وهم قاب قوسين أو أدنى من اللقب القاري الأول لناديهم، إلا أن تصرفاتهم أساءت للكرة المغربية، وأعطت عن بلادنا وعن شعبنا وعن كرتنا صورة غير طيبة كثيرا كان من الممكن تفاديها.نهضة بركان ليس فريقا عاديا في المغرب. هو فريق رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، أي فريق الرجل الأول في الرياضة الأكثر شعبية في البلاد، مايضع على عاتق هذا الفريق وعاتق لاعبيه ومدربه وأطره ومسيريه (بل وحتى مشجعيه) مسؤولية أكبر من تلك الملقاة على عاتق الفرق المغربية الأخرى، التي لا يوجد رؤساؤها في قمة تسيير الدوري المحلي أو في قمة تسيير كل مايهم الكرة المغربية من قريب أو من بعيد…في أحايين كثيرة نعطي لأجانب دروسا كثيرة في الأخلاق والروح الرياضية، ونعاتبهم على اعتداء لاعبيهم أو رجال أمنهم على لاعبينا أو على جماهيرنا، ونعتبر ما اقترفوه أمرا غير مقبول ولا يمكن بتاتا السماح به أو السكوت عنه…هذه المرة، وفي إطار الصراحة المتبادلة بيننا والتي يجب أن نألفها وإن أغضبت من يريد الغضب، لابد من قولها: ماقام به بعض لاعبي النهضة البركانية من اعتداء على ذلك المشجع المصري، أفسد بشكل تام الصورة الجميلة والرائقة والحضارية التي طبعوها عن فريقهم منذ بداية منافسات الكاف هاته.عقوبة داخلية يجب أن تكون في انتظار هؤلاء لكي يعرفوا أن الفوضى لا مكان لها في عالمنا اليوم، وطبعا عقوبة الكاف لن تتأخر وهي مقبولة وزيادة ..عسى ألا تتكرر هذه المشاهد المخجلة لنا وللمصرين وللأفارقة ولعموم المنتمين لهاته الضفة الجنوبية التي لازالت لم تفهم بعد أن الكرة هي متعة وترفيه ولعبة، فيها منهزم وخاسر ومتعادل دوما وأبدا، وأن العنف هو تصرف أرعن وهمجي حصري ومقتصر على المتخلفين…فقط لاغير…