AHDATH.INFOعيد مبارك سعيد، وإن كان الشهر الفضيل قد انتهى ساخنا في حرارة الجو، وساخنا في ظلم الكرة بالنسبة للمغاربة قاريا، وساخنا سياسيا وقمم العرب والمسلمين تلتئم في أقدس أماكنهم دون أن تنجح مرة أخرى في توحيد كلمتهم، وساخنا محليا ونحن نرى أحزابنا غير قادرة على تقديم جديد سياسي لنا باستثناء جديد تناحرها الداخلي، الذي يؤكد لنا مرة أخرى صواب موقفنا منها، عندما نطرح السؤال على أنفسنا آلاف المرات أيام الانتخابات إن كان ضروريا بالفعل التوجه نحو صناديق الاقتراع، أم أن البقاء قرب قصعة الكسكس الدافئة والمغرية والمسيلة للعاب تلك الجمعة أفضل بكثير؟ومع ذلك، ولأننا اخترنا التفاؤل ديدنا رغم كل ظواهر التشاؤم القاتلة، فإننا سنجد مايكفي من القوة في أنفسنا لكي نتمنى للجميع عيدا سعيدا، ولكي نقنع أنفسنا أن القادم لن يكون إلا أفضل طالما أن كثيرا من السوء المحيط بنا يعطينا الإحساس أننا وصلنا الحد الأقصى، وأنه لن يكون هناك أسوأ مما كان، أو هذا على الأقل مانتمناه ونعزي به النفس ونحاول دفعها دفعا نحو التفاؤل الضروري للعيش ولمواصلة الحياة...استعادة في هاته "العواشر" التي نتمناها سعيدة للجميع لرمضان الفضيل ولما شكل بعضا من لحظاته، وكل العام وأنتم بألف خير..البام: ياشماتة أبلة زازا![gallery size="full" ids="488623"]كان الهدف الأساسي للبام قبل انتخابات برلماننا الأخيرة أن يكتسح المشهد الحزبي المغربي، أن يزيح ابن كيران من الواجهة، أن يشكل الحكومة، وأن يشرع في إصلاح أخطاء حكومة الإسلاميين الأولى المنبثقة عن أكذوبة الربيع العربي غير المضحكة كثيرااليوم أصبح هدف البام هو ألا يتشرذم أكثر مما تشرذم، وللأمانة اكتشفنا أن الباميين أشداء على أنفسهم رحماء بالمنافسين، يذهب بعضهم عند ابن كيران ليتلقى النصح ، ويذهب آخرون إلى أحزاب وجهات أخرى لكي ينالوا السند ضد من يعتبرونهم أعداءهم داخل هذا التنظيم الحزبي الخاص من نوعه بالفعلأكثر الناس حكمة في المشهد الحزبي المغربي اليوم يتمنون على البام أن يعود إلى ماشكل النشأة الأولى: جمعية لكل الديمقراطيين، تتأمل المشهد الحزبي المغربي، ترافقه بالنصح الأمين، تحميه من تربص الإسلاميين به، تقول للمحسن أحسنت، وللمخطئ "حدك تما"، وتلعب دورا فعليا كقوة اقتراحية تقول للأحزاب مالاتستطيع هاته الأحزاب أن تقوله لنفسهاالبام وعوض أن يتشبث بذلك الأمل الذي شكلته تلك الجمعية، ذهب لكي ينافس التشكيلات الحزبية الشائخة في أسوأ مالديها: الكولسة الفارغة وحشد الأتباع المطيعين الذين يأتمرون بأوامر الأشخاص ولا يعرفون شيئا عن الأفكارالنتيجة : المغاربة لم يصدقوا ولم يتبعوا. هم أصلا مصابون بالتخمة من هاته التشكيلات المبنية على الكولسة الفارغة وعلى التبعية العمياء والغبية للزعماء..الشعب المغربي شعب ذكي ولماح ولا يعلى عليه في مجال "تطواريت". لذلك لايمكن لأي كان من حزبيينا أن يجرب فيه الوصفات الواضحة حد الفضح.هذا الشعب هو الوحيد من بين شعوب المنطقة الذي أدرك المقلب الأصولي في الأحزاب الإسلامية، ومنذ الوهلة الأولى لم يمنحها ثقته. نعم يجب أن نقول هذا الكلام وأن نقتنع به فوحدهم المنتمون والمتعاطفون مع تيار الإسلام/السياسي الذين صوتوا على العدالة والتنمية المرة الأولى والثانية. وهذا الحزب استغل عدم ذهاب أغلبية الطبقة الوسطى إلى صناديق الاقتراع لكي يحقق من خلال النسبة المتوسطة التي صوتت عليه حلمه في الوصول إلى كراسي الحكومة والتشبث بها، حد بكاء ابن كيران في التجمعات الانتخابية التي سبقت اقتراع البرلمان بكاءا شديد معلنا رفضه الذهاب أو الاقتلاع من منصبه لأنه يعرف أنها فرصة لا تعوض..بعد ذلك ذهب الرجل لحال سبيله بالطريقة التي يعرفها الجميع، وبقي المشهد ينتظر من يملؤه بفكرة حقيقية عوض صراخ ابن كيران والتباكي، باقتراح وجيه، بعرض سياسي مغري يعيد للشباب - وهم أكثرنا أهمية في اللحظة الراهنة - إيمانهم ببلدهم وبمستقبل بلدهم، ويقنعهم بأن يشتغلوا من داخل المؤسسات لصالح هذا البلد.لازلنا على الظمأ ذاته، نطالع الأخبار الحزينة للاقتتال الداخلي للحزبيين مع بعضهم البعض، ونتابع في الوقت ذاته عجزهم عن تقديم جديد صغير لهذا الشعب ونحزن كثيرا وننزوي، ولا ننسى طبعا أن نمني النفس في إطار التفاؤل المزمن والدائم أن القادمات لن تكون إلا أفضل وإن قالت الظواهر والمؤشرات العكس تماما...الوداد والظلم: مجرد توضيح !أصدقاء وداديون كثر عابوا علي منذ يومين ما أسموه "التنصل من الروح الوطنية وعدم الدفاع عن الوداد" عندما كتبت بأن الظلم الكروي لم يبدأ في مباراة الترجي والوداد مع فضيحة إلغاء هدف صحيح للوداد ومع عدم الاستجابة لطلب الوداديين استعمال تقنية الفيديو رغم وجوده على أرضية الملعبأعود لأقولها وأؤكدها: شجعت الوداد مثلما شجعت بركان في النهائيين ومثلما سأشجع أي فريق مغربي يمكنه أن يحمل شيئا مبهجا ومفرحا لهذا البلد، لكنني في الوقت ذاته لا أستطيع أن أمثل دور من اكتشف الظلم الكروي فقط في تلك المباراة المحزنة والمؤسفة.رأيت منذ شرعت في مشاهدة الكرة ومتابعتها في هذا البلد أوجه ظلم كثيرة منحتني حصانة في المجال، وجعلتني أحزن بشكل نسبي عندما أراها تتجدد مثلما وقع يوم الجمعة في رادس.لنمنع الظلم عن أنفسنا ولنجعله حراما بيننا لئلا يستسهل الآخرون من موقع قوتهم ممارسته علينا. هذا كل ماقلته دون زيادة ودون نقصان، وعتاب أصدقائي الوداديين على راسي وعلى عينيا.الاستقالة المشرفة[gallery size="full" ids="488625"]لم يتأخر فوكيي زعيم يمنيي فرنسا ورئيس حزب "الجمهوريين" في الاستفادة من خسارة حزبه في الانتخابات الأوربية، وقدم يوم الأحد الماضي استقالته عبر نشرة أخبار القناة الأولى الفرنسية مباشرة معلنا أن الهزيمة في الانتخابات الأوربية تتعارض وبقاءه في منصبه، لأنه هو الذي قاد الحزب إلى هاته الهزيمةهذا الطقس المشرف للغاية المسمى الاستقالة حين الهزيمة هو طقس لا يعرفه كثيرا الأهل في البلدان العربية والإسلامية."بيناتنا" هو طقس لا نعرفه جميعا لأننا في مسألة النقد الذاتي هاته غير مقتنعين كثيرا، أو لنقل غير مقتنعين نهائيانحبذ دوما رمي الكرة في ملعب الآخرين عوض تحمل مسؤولية أي شيء. هم سبب بلائنا، هم الواقفون ضدنا، وهم من يمنعوننا من التميز ومن التألق ومن تحقيق أحلامنافي المشهد الحزبي العربي يذهب الناس إلى منازلهم قسرا أو عبر الانقلابات الداخلية، أو إلى السجن بعد ثبوت تورطهم في أمر ما غير قانوني كثيرا، أو يذهبون في حالة الإمساك القصوى على يد سيدنا عزرائيل إلى الدار الباقية ويتركون أناس الدنيا الفانية يتصارعون مجددا على نفس الكرسي الذي سقط منه المرحوميسمون هذا الأمر علامة تخلف ويعرفون من خلاله الفرق بين المتقدمين وبين المتأخرين ولله الأمر من قبل ومن بعد بطبيعة الحال...تلفزيون رمضان: كلمة أخرى وأخيرة !هناك حل وحيد وأوحد لحالة انعدام الإبداع التي أصابت التلفزيون المغربي في الشهر الفضيل، وفي أيام العام الأخرى ولكن التي ننتبه إليها كل رمضان أكثرهذا الحل هو تقديم نموذج مضاد للرداءة التي يتم قصفنا بها وسط ركام الإشهارات كل شهر صيامالمشكلة هي أين ستقدم هذا النموذج المضاد؟ ومن سيساعدك على تقديمه لكي تثبت معه أن الرداءة ليست قدرا وأن النضوب الإبداعي موجود فقط في قريحة مسؤولي التلفزيون غير القادرين فعلا على العثور على أوجه تميز وإبداع تشفي غليل المغربي وتمنعه من "الحريك" المخجل نحو تلفزيونات الآخرين؟هذه المعركة طويلة الأمد، وهي محسومة لصالح الجودة ضد الرداءة ولو بعد حين، يكفي أن تجد من يتسلحون بالنفس الطويل لأجل خوضها، ومن يؤمنون بأن المغاربة قوم يستطيعون الإبداع فعلا، وهم ليسوا عقيمين إلى درج مارأيناه على تلفزيوناتنا مجددا خلال الشهر الكريم الذي نودعه