AHDATH.INFO

لنتعلم النقاش!

[gallery size="full" ids="493430"]

ملحوظة فرضت نفسها على من تابعوا النقاش الدائر في العالم العربي، بين أنصار مرسي وبين خصومه حتى وهو ميت، هي أننا لا نستطيع تنظيم نقاش بيننا حول أي قضية من القضايا دون أن نكفر بعضنا البعض ودون أن نفجر مع بعضنا البعض في الخصومة، ودون أن يصف طرف منا الآخرين بأنهم متطرفون لايؤمنون بعيش مشترك مع الخصوم، ودون أن يصف الطرف الآخر بالمقابل الآخرين بأنهم فاسدون مستبدون متهتكون خارجون عن الملة والدين وعن كل مايمت للتراث بصلة

الحكاية تكررت بشكل فظيع مجددا مع الرئيس المصري لمدة عام، الذي أسماه البعض رئيس الإخوان، وأسماه بعض آخر رئيس التنظيم العالمي، فيما أسماه الطرف المؤيد له بالرئيس الشرعي الوحيد الذي عرفته مصر منذ عهد الفراعنة وحتى الآن .

الحكاية تعبير عن مشكل حقيقي يعيق نقاشاتنا كلها، ويجعلنا غير قادرين إلا على هذا النوع من التنابز بالألقاب بيننا. ولعل الملاحظة الأكثر بروزا في هذا النقاش الأخير هي أن كل من أراد متابعة  نقاش رصين وعاقل وغير ممتلئ بالصراخ الجاهل حول هذا الموضوع، كان ملزما بالذهاب إلى القنوات الغربية، فرنسية أو إنجليزية أو إسبانية لكي ينعم بالاستماع لأصوات العقل بين مختلف الراغبين في قراءة فترة حكم مرسي على قصرها، والمتحدثين عن انعكاس انتمائه على  جماعة "الإخوان المسلمين"  على رئاسته من عدم هذا الانعكاس، وعن الأسباب التي جعلته يسقط من الحكم، وعن دور جماعته والدول الداعمة لها في هذا السقوط  وغيرها من النقط، التي يفترض أن يناقشها أي راغب في القراءة السياسية العاقلة للحكاية ككل

عكس ذلك وفي قنواتنا العربية تلمس نوعا من الشذوذ الإعلامي والسياسي ينعكس على أغلبية إن لم نقل كل مايتفوه به العابرون عبر هاته القنوات. قنوات تصرخ ويكاد مذيعوها يشرعون في التكبير والتهليل وهم يتحدثون عن مرسي الذي رفعه بعضهم إلى درجات التقديس الخرافية، أو بالمقابل يشبع خصومهم في سب الرجل والتشنيع به حتى وهو عند خالقه دون أن يفهم الطرفان معا أن مايقومان به ليس صحافة وليس إعلاما وليس أي شيء على الإطلاق...

لماذا؟ ومتى سنتمكن من التحاور بيننا دون أن نسب بعضنا البعض ودون أن نخون بعضنا ابعض، ودون أن نشعر أن في نهاية كل نقاش بيننا طريقا سالكا نحو الجنة أو نحو النار؟

علم ذلك عند ربي، وعند من صنع عقل هاته الأمة بهاته الطريقة، وبهذا الشكل، وجعله ينتج هذا الذي نحن فيه بالتحديد دون غيره من الإنتاجات الأخرى المنعدمة تقريبا في هذا التابوت الممتد من الماء إلى الماء…

علاش هاد الشي؟

[gallery size="full" ids="493432"]

الذين وصلوا مصر منذ أيام لكي يحضروا منافسات الكأس القارية، فوجئوا بمستوى التجهيزات الرياضية التي تغيرت بالكامل، وفوجئوا أساسا بشكل ملعب القاهرة الدولي الذي تم إغلاقه لكي يصلح قبل هاته المنافسة الهامة، وفوجئوا أكثر عندما علموا أن ويرة الإصلاح هاته لم تشتد وطأتها إلا عندما تأكدت مصر أنها ستنظم الكأسالإفريقيةبعدعدمتقدمالمغربلاحتضانها

ملعب القاهرة الدولي أصبح جوهرة رياضية حقيقية، أما البنية التحتية من فنادق وطرق فالكل يعرف أنها من إنجازات الثورة المصرية منذ البدء أيام الضباط الأحرار، مايجعلها مؤهلة لاحتضان أكبر عدد من الناس هي التي تحتضن في العادة ملايين المصريين الذين يقطعون القاهرة وبقية محافظات مصر طيلة العام

تستحق مصر وهي تمر من ظروف سياسية وأمنية جد خاصة الكثير من التحية على هذا الإنجاز، وتستحق كثيرا من الإعجاب..

بالمقابل يستحق من يقفلون ملعبا لمدة سنتين كل مرة فترة زمنية محددة، ويعودون لفتح أبوابه ثم إقفاله بغرض افتتاحه من جديد قبل الإقفال الموالي أن نطرح عليهم السؤال: علاش نتوما دايرين بحال هاكا؟"

ونستحق طبعا أن يبقى سؤالنا معلقا ودون جواب، علما أننا نعرف الجواب جيدا لكن نتفاداه باستمرار..

لصوص بالجملة !

[gallery size="full" ids="493431"]

من يتابعون الشأن الجزائري هاته الأيام، لايمكنهم إلا أن يستغربوا هذا العدد من اللصوص الذين كانوا في وقت سابق مسؤولين، وأصبحوا اليوم يتنقلون بين مختلف مخافر ومحاكم الجمهورية

لصوص بمقتضى التهم الموجهة رسميا لهم من طرف دولتهم، وليس وصفا من لدينا، وهم فقط دليل على أن بعض البلدان القريبة منا ابتليت بأناس لايتقون ضميرا أثناء تحمل المسؤولية، وتختلط في أذهانهم العلاقة بين رزق الناس المشترك وبين حساباتهم الخاصة بهم التي تكون عادة قبل الدخول إلى الشأن العام فارغة على عروشها، وفجأة وبمجرد أن يصبحوا مسؤولين عن شيء ما يهم الناس تمتلئ هاته الحسابات بل وتفيض ويصبح صاحبها ملزما بالتخفيف عليها من عبئ الامتلاء هذا بنقل قليل منها أو كثير إلى أبناك ومصارف خارج أرض الوطن…

ذلك المشهد الحزين لمسؤولي الجزائر السابقين وهم يساقون جملة إلى محاماتهم، مثل مشهد الرئيس السوداني الأسبق البشير وهو يقف قرب ملايين الدولارات التي ضبطت في حوزته هو مشهد يقول كل شيء دونما حاجة للإطالة في الكلام...