AHDATH.INFO

كشفت مرافعة ممثل النيابة العامة في قضية ناشر أخبار اليوم توفيق بوعشرين عن حقائق مثيرة بخصوص وضعيته داخل السجن الذي يقضي به عقوبته السجينة لمدة 12 سنة، بعد إدانته بتهم من أجل جناية الاتجار في البشر باستغلال الحاجة والضعف والهشاشة، واستعمال السلطة والنفوذ لغرض الاستغلال الجنسي باستعمال التهديد بالتشهير بطريقة اعتيادية ومن أجل جناية الاغتصاب ومحاولة الاغتصاب وهتك العرض بالعنف، ومن أجل جنحتي التحرش الجنسي وجلب واستدراج أشخاص للبغاء من بينهم امرأة حامل واستعمال وسائل التصوير والتسجيل، وهي العقوبة التي استأنفها دفاعه وتجري بخصوصها جلسات محاكمته.

بعد استعراض تفاصيل القضية وحيثياثها، وتوجهه بالشكر لكافة أطرافها من دفاع المتهم والضحايا ودفاعهم، أثار ممثل النيابة العامة في مرافعته ادعاء توفيق بوعشرين تعرضه لتعذيب نفسي داخل السجن، وقال إنه «لا يمكن أن نسمع بأن متهما معتقلا يشتكي من تعرضه لتعذيب نفسي داخل السجن، ونسكت ولا نتفاعل مع طلبه».

وتبعا لذلك قام ممثل النيابة العامة بزيارة إلى توفيق بوعشرين داخل السجن لاستجلاء مظاهر التعذيب التي يتعرض لها. وتضمنت المرافعة وصفا دقيقا لظروف اعتقال المتهم توفيق بوعشرين ولزنزانته التي توجد بالطابق الأول حي الرشاد زنزانة رقم 3

يحكي ممثل النيابة العامة تفاصيل هذه الزيارة بقوله: «بمجرد الاقتراب من مدخل الطابق فتح الباب فتمت مصادفة المعني بالأمر، وهو في حالة جيدة مرتديا لقميص رياضي أبيض اللون وسروال رياضي قصير رمادي اللون وحذاء رياضي أزرق اللون، وهو بصدد التوجه إلى الفسحة من أجل المشي وممارسة الرياضة، حيث أشعرنا المتهم بالغرض من الزيارة، وتم استئذانه بداية في القيام بجولة تفقدية بأرجاء زنزانته لمعاينة ظروف اعتقاله، وهو ما استجاب له معبرا عن سروره وارتياحه لزيارة النيابة العامة، وقبل الولوج إلى زنزانته رقم 3 عاينا أن هذه الأخيرة تتواجد بطابق يضم 8 زنزانات فارغة، يتوسطه ممر طويل نظيف مفتوح من جانب واحد به باب حديدي بأقفال يسمح بعد اجتيازه بالتوجه مباشرة إلى زنزانة المتهم، ولا يثير أي ملاحظة».

تجهيزات إلكترونية ورفاهية

في متابعته لوصف زنزانة بوعشرين، يقول ممثل النيابة العامة أنه بعد ولوجها، تمت معاينة أن مساحتها مقبولة على غرار باقي الزنازين المتواجدة بالسجن، نظيفة بها نافذة للتهوية، يتواجد بها سريران حديديان أحدهما فوق الآخر، يضمان أغطية ووسادات وبعض الألبسة وفوط -أو مناديل- للمسح، بحيث خصص المتهم السرير السفلي لنومه، والسرير العلوي لوضع بعض أغراضه من قبيل الملابس وبعض الأدوية والجرائد وقنينات العطر ولوازم الحلاقة وبعض المواد الغذائية (شوكولاطة)، وفي مقابل السريرين يتواجد كرسي وطاولة وضع عليها المعني بالأمر مجموعة من الأغراض عبارة عن قواميس وكتب ومجلات كثيرة بلغات عربية وأجنبية وجرائد وطنية وأجنبية مثل جريدة le figaro ، والتي وضح أنه يتوصل بها جميعها باستمرار بشكل أسبوعي خلال الزيارة، ولا إشكال لديه بهذا الخصوص، والشيء نفسه بالنسبة للمجلات سواء منها المكتوبة باللغة العربية أو الفرنسية أو الإنجليزية، وراديو أكد أنه يعمل بشكل جيد. وقارئ إلكتروني للأقراص المضغوطة، مرفق بعدد من الأقراص للأذكار والقرآن الكريم والموسيقى، وضح أنه يعمل بشكل جيد، ويستمع إليه من حين لآخر.

ويتوفر المتهم بزنزانته على أيضا على سجادة وتسبيح للأذكار، وزرابي صغيرة تزين زنزانته، ومجموعة من الصور لأفراد عائلته قام بتعليقها على جدران زنزانته بشكل مرتب ومنظم، بالإضافة إلى آيات قرائية وأدعية، وساعة حائطية من الحجم الكبير (الأمن الروحي والنفسي متحقق). كما تمت معاينة المتهم توفره على شاشة تلفاز من الحجم المتوسط من نوع بلازما مزودة بجهاز استقبال رقمي، كانت مشغلة بها ساعة المعاينة قناة فرانس 24 بالعربية والتي كانت تذيع برنامجا رياضيا، وبداخل الزنزانة نفسها، تمت أيضا معاينة مرحاض في حالة نظيفة، يتوفر على بعض مواد التنظيف. بالمقابل أبدى بوعشرين امتعاضه من وجوده لوحده بالطابق المتوفر على ثمانية زنازين، وكذا استيائه من وجود حائط بالممر المؤدي إلى الزنازين به نوافذ علوية تحجب عنه رؤية الساحة السفلية المخصصة للفسحة.

مطبخ خاص!

لا تتوقف الحقائق المثيرة عند تجهيزات الزنزانة، بل أيضا الزنزانة المجاورة لها والتي أصبحت مرفقا تابعا لها، وفي ذلك يوضح ممثل النيابة العامة عند الخروج من زنزانته رقم 3، يثير الانتباه زنزانة رقم 1 مجاورة لزنزانته يتواجد بها مجموعة من المواد الغذائية بالزنزانة، حيث تم استفساره عنها، فأكد أنه يستغل الزنزانة بكاملها كمطبخ خاص، وبعد استئذانه تم الولوج إليها، حيث تمت معاينة احتوائها على مجموعة كبيرة من المواد الغذائية والأواني المطبخية ووجود مسخن كهربائي وعلب من المياه المعدنية متوسطة الحجم، وضح المعني بالأمر أنه يستغلها في إعداد بعض الوجبات المكملة لنظام تغذية السجن.

ورغم ذلك، فإن المتهم ظل يشتكي من نظام التغذية وطالب إدارة السجن بتحسينه أكثر من مرة، وذلك بالنظر لوضعه الصحي المتمثل في معاناته من مرض السكري، حيث يحصل أحيانا على بعض الوجبات التي لا تلائم وضعه الصحي (الشعرية/المحمصة وسائر المعجنات.../العدس واللوبيا والقطاني)، وذلك على خلافا لشهر رمضان حيث لاحظ بعض التحسن على مستوى النظام الغذائي.

ممثل النيابة العامة ذكر في تقريره أن الطابق يتوفر على ساحة كبيرة يتخذها المتهم كفسحة يومية وهي معدة لممارسة الرياضة، وتتواجد بها كرة للقدم وكرة السلة، وكرة مطاطية من الحجم الصغير، وبإحدى زوايا الساحة نصبت الحلقة الحديدية لكرة السلة، حيث وضح المتهم بحضور نائب مدير السجن أنه يمارس بها رياضة المشي وكرة السلة، وأنه كان يشتكي من تواجده لوحده بالفسحة، غير أنه بعد أربعة أشهر خلت سمحت إدارة السجن بمخالطة 3 نزلاء له بنفس الفسحة، حيث أصبح يتبادل معهم الحديث بين الفينة والأخرى.

الرعاية الطبية

أما بخصوص شكايات المتهم التي تدعي غياب الرعاية الطبية وعدم الاستجابة لطلباته الخاصة بالفحوصات وتقديم العلاج، فقد كشفت النيابة العامة حسب مضمون التقرير الطبي بوعشرين المنجز من طرف طبيبة المؤسسة السجنية، الذي يؤكد استقرار الحالة الصحية للنزيل توفيق بوعشرين البالغ من العمر 50 سنة، والذي يعاني من مرض السكري من النوع الثاني DNID ومن ارتفاع نسبة الكولسترول في الدم.

وأكد التقرير أن المتهم يخضع منذ إيداعه بهذه المؤسسة للمراقبة والتتبع الطبي المباشر وغير المباشر عن طريق الفحوصات والتحاليل البيولوجية اللازمة لحالته الصحية، الشيء الذي جعل حالته الصحية تتحسن وذلك باستقرار نسبة السكري في الدم HbA 1C من 9,2 بتاريخ 10 / 11 / 2017 إلى 6,80 بتاريخ 25 / 06 / 2019. أما فيما يخص نسبة الكولسترول في الدم فإنها مستقرة بدون اعتماده على تناول الأدوية المخفضة.

من جهة أخرى، صرح المتهم، خلال فترة اعتقاله بالمؤسسة، أنه يعاني من آلام على مستوى كتفه الأيمن، حيث تم إخضاعه لمجموعة من الفحوصات والكشوفات على مستوى المؤسسة والمستشفى العمومي الخارجي أبو وافي والمركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد، منها الفحص بالأشعة RX على مستوى الكتف والفحص بالصدى على مستوى الكتف وعلى مستوى العمود الفقري. وقد تبين، من خلال هاته الفحوصات والكشوفات، أن المعني بالأمر يعاني من فتق على مستوى العمود الفقري، وهو ما يستدعي العلاج الطبي بواسطة الأدوية المهدئة، مع ضرورة تقيده واتباعه للتعليمات الوقائية لتفادي التطور السلبي لمشكله الصحي.

وقد استفاد المعني بالأمر من العديد من الوصفات الطبية في هذا الإطار، أما فيما يخص حصص الترويض الطبي التي وصفت له بتاريخ 02 / 07 / 2018

على إثر فحص سريري فقط من طرف الطبيبة المختصة في أمراض العظام بالمستشفى الإقليمي: قد تبين من بعد تشخيص طبيبة المؤسسة السجنية أن حالته الصحية لا تستدعي العلاج الفيزيائي، فهو لا يعاني من أية مشكل على مستوى الكتف.

وأكد التقرير أن العناية والإهتمام الطبي الذي يلقاه هذا النزيل من المؤسسة، تتجلى مظاهره في عدد الفحوصات التي تلقاها وهي فحوصات داخلية يبلغ عددها ثلاثين فحصا طبيا وفحوصات خارجية وعددها ثلاثة فحوصات، بالإضافة إلى إجراء ستة تحاليل بيولوجية.