AHDATH.INFO
ومرة أخرى، يتضح أن الشفقة وحدها تصلح تعليقا على مايفعله أحمد الزفزافي في لايفاته الفيسبوكية.
ومرةأخرى،وبعد مشاهدة لايف يوم الخميس الفارط لايمكن إلا الرثاء لمصير من يدافع عنهم هذا الرجل، أو من يدعي الدفاع عنهم، لأن كل مايقوله ووكل مايفعله يصب في اتجاه العكس تماما، أي اتجاه المزيد من التوريط للضالعين في أحداث الحسيمة بهدف ألا يخرجوا من السجون أبدا…
وحقيقة نكاد نصدق أولئك الذين يقولون إن أحمد الزفزافي، الذي عثر في أرذل العمر على مصدر رزق من نوع خاص، لا يريد الاستغناء عن هذا الرسم التجاري الذي جلب له الشهرة والمال والسفريات والكثير من الحظوة والامتيازات…
نكاد أن نصدق ولا نريد أن نصدق أنه من الممكن أن تتجرد من آدميتك، ومن شعور الأبوة الذي يجعلك تحلم باليوم الذي تعانق فيه إبنك لكي تمضي وقتك في المزايدات الفارغة التي تعرف أنها فارغة، لكنك تعرف بالمقابل أنها تجلب الزيد من الغضب على إبنك ورفاقه في سجنهم، و تعرف أيضا - وهذا مايهمك في نهاية المطاف- أنها تجلب لك المزيد من اللايكات في العوالم الافتراضية التي ستظل دوما افتراضية، وتجلب لك مع هاته اللايكات المزيد من مصاريف الشفقة والرثاء القادمة من كل مكان في أوربا وغير أوربا
محزن المشهد الذي يبدو فيه الرجل كل مرة، وهو يحاول أن يلعب في هذه المرحلة العمرية دورا كان يحلم به أيام الشباب، لكنه لم يمتلك يومها الجرأة لأن سنوات شبابه كانت سنوات صعبة، وكان يخشى أداء الثمن. أما اليوم، ولأنه يعرف أن الكلام أصبح مجانيا ولا يجلب مشاكلا، بل يجلب كثيرا من الانتفاع، فإنه يواصل على النهج ذاته ولا يهتم لحال من يورطهم بسلوكاته غير السوية كثيرا..
من رأوا أحمد الزفزافي يتحدث مجددا تذكروا ذلك المثل الشهير وذلك الدعاء الأشهر أن « اللهم ارحمني من أصدقائي أما أعدائي فأنا كفيل بهم »، مع التحوير الضروري واللازم لكي يصبح المأثور هو :اللهم ارحمني من والدي أما الأغراب فأنا مستعد لمناقشتهم حول الأفعال المنسوبة إلي، سواء تورطت فيها عن قصد وسوء نية أو عن سذاجة وحسن نية، بسبب انخراطي وراء « غرارين عيشة » الذين هربوا الآن وتركوني أدفع الثمن غاليا.
محزن ومؤلم. فقط لا غير دونما حاجة للإطالة في الكلام…