AHDATH.INFO

ناموا ولاتستيقظوا !

[gallery size="full" ids="544424"]

يحز في النفس حقا هذا الهوان الذي وصله العرب، الذين عاهدوا أنفسهم وعاهدوا الناس من قبل أنهم لن ينزلوا إلى حضيض أكثر من الي وصلوه منذ سنوات عديدة.

الأيام كذبت هذا الوعد. وكلنا نتفرج على مايقع في ليبيا مثلا، التي يضطر طرفان متنازعان فيها إلى استعارة المال والعتاد والسلاح  من دول أجنبية لكي يستمرا معا في الاقتتال.

حتى الرجب الطيب أردوغان لم يعد يستحي من أن يتحدث عن تاريخ بلاده مع ليبيا، وعن نوستالجيا "استعمارية عثمانية" تساوره بين الفينة والأخرى للعودة إلى بلاد أجداده في سرت وبنغازي وطرابلس وبرقة، ولم يعد يتردد بعد الانتهاء من قصف معارضيه داخل الأراضي السورية، في التعبير صراحة عن مطامعه الجديدة في ليبيا "بناء على طلب حكومة الوفاق".

البلدان معا، أي سوريا وليبيا، وهما كانا في وقت سابق من الزمن ظاهرتين صوتيتين بامتياز في عالمنا العربي من خلال الصدح بالشعارات التي لم يصدقها أحد، ولم تتحقق أبدا سواء من خلال معمر القذافي أو حافظ الأسد، ليسا الوحيدين في المنطقة العربية الطالبين مساعدة الأجانب لأجل الاستمرار في تمثيل دور الشخص الذي لازال على قيد الحياة

هما فقط النموذجا الأكثر فضحا، ماذا وإلا فإن العراق الذي كان العراق ذات زمن، أصبح الحديقة الخلفية المعلنة لنظام الملالي في إيران، ولم يعد أهله يستغربون وقوع معارك بين الإيرانيين والأمريكان على أرضهم، وأصبحت الاستعانة بالصديق الذي ليس صديقا أمرا مقبولا لديهم ولا يثير أي إشكال...

نفس الأمر يمكن أن تقوله عن البقية، وأن تبحث فعلا عن سر هذا الهوان من خلال طرح السؤال: كيف وصلنا إلى هاته المرحلة المرعبة من النزول؟

ستجد أن بداية الجواب هي فيما ظلت أجيال تقوله منذ عقود طويلة، بأن الذي لا يتقدم إلى الأمام يتراجع إلى الوراء، ويعود القهقرى، وفي الختام ينقرض وينتهي، وتنتهي الناس من سماع الضجيج حوله.

أصلا في حكاية الضجيج هاته لايمكن أن تجد أمة تستطيع التغلب على هاته الظاهرة الصوتية المسماة العرب البائدة. فقد أبدعنا المعلقات منذ الجاهلية، ومنذ ذلك الزمن، وأكيد قبله بكثير كنا نتقن هذا التمرين فقط: تمرين الكلام لئلا نقول شيئا والسلام...

بنادم محارب مع حفلة !!

[gallery size="full" ids="544425"]

تخيلوا أن تصبح أهم معارك حياتك هي معركة ضد احتفال. تصوروا ذلك ولا تعتقدوا الأمر خيالا، بل هو الحق المتحقق أمامنا ونحن نقرأ للمدعو حسن الكتاني وهو يعلن الحرب على احتفال المغاربة بسنتهم الأمازيغية الجديدة (أسكاس أمباركي للجميع).

هذا الرجل أضاع بوصلة عقله وتفكيره، وعلى مايبدو أصبح لديه وقت طويل فارغ يفضل أن يمضيه في الفيسبوك لكي يسب الناس ويشتمهم حتى كتب بين الجميع شتاما ولعانا، وطبعا لاينسى بين شتيمة وأخرى أن يعلن الحرب على كل لحظات الفرح التي يتصيدها شعبنا بالكاد وسط روتينه اليومي الثقيل والصعب والمليء بأشباه حسن من مسببات الحزن العميق.

أمثال هذا الرجل من أعداء الحياة يكرهون الفرح في أعماقهم، ويريدون أن ينفروا الناس منه. وطبيعتهم - القادمة من تكوين تلقوه في أماكن أخرى - تناقض طبيعة المغربي الذي يرقص ويغني وهو فرح، ويرقص ويغني وهو حزين، ويعتبر طقوس الاحتفال والفرح وكل علامات العيش أمرا ثابتا في شخصيته لا يمكن التخلص منه منذ الولادة وحتى الرحيل، أي مع دورة الحياة كلها..

لذلك يتورط أمثال هؤلاء في سب من يختلفون معهم، ويتورطون ويورطون صغار العقول في أمور أسوأ حين ينتقل مصدق كلامهم من الاتفاق معهم ذهنيا إلى تطبيق الأوامر الضمنية أو الصريحة الموجهة من طرفهم نحو من يختلفون معهم.

ما الحل مع أمثال هؤلاء؟

تشجيع النشأ على القراءة والدراسة والفرجة على كل أنواع الفنون منذ اللحظات الأولى للعيش، قصد تحصينهم من المتطرفة عقولهم وقلوبهم هؤلاء الذين يكرهون كل علامات الحيش وكل أمارات الحياة.

لا حل لدينا إلا مقاومة هؤلاء الكارهين لكل شيء بإعلان الحب التام للعيش في وجههم آناء الليل وأطراف النهار، والغلبة لن تكون ختاما إلا للقادرين على العيش المستطيعين التنفس بكل حرية حتى ختام الختام.