Ahdath.infoتشارك الفنانة التشكيلية حياة قادري حسني بجديد أعمالها الفنية ضمن فعاليات الدورة العاشرة من المهرجان الدولي للفنون والثقافة " صيف الأوداية "،  في معرض تشكيلي جماعي يضم ثلة مهمة من الفنانين المغاربة برواق الباب الكبير بمدينة الرباط من 27 يوليوز الى 5 غشت 2022.وقد لقيت أعمال هذه الفنانة الموهوبة التي تنتمي للحساسية الجديدة استحسان الفنانين والفنانات المشاركين في الدورة العاشرة ، وأيضا تنبأ لها بعض النقاد بمستقبل واعد على اعتبار الفنانة تشتغل انطلاقا من رؤية ومشروع فنيين حداثيين وأيضا أنها منفتحة على أفق مشرق وواعد .الفنانة حياة قادري حسني ـ تعيش وتشتغل بمدينة الرباط ـ أستاذة الفنون التشكيلية ، اكتشفت الرغبة الملحة في القول التشكيلي منذ زمن من طفولتها الحالمة ، فداعبت عددا وافرا من الأساليب الصباغية ، كما خبرت مجموعة من التقنيات والمهارات في مجال التلوين التركيب ، لأنها تحمل في دواخلها هواجس البحث في عوالم الفن التشكيلي الرحب والعميق ، انها تعشق اللغة التشكيلية ، لأنها جوالة ليس فقط في الاماكن والوضعيات الانسانية ، وانما في التجارب الاسلوبية ، والاتجاهات البصرية .حياة قادري مشبعة بالحضور ، متفاعلة مع سحر اليومي بكل مقوماته الطبيعية والبشرية . هكذا تسجلي بأسلوبها المتميز والمتجدد عوالمنا المؤسطرة بلغة ايحائية لا تقريرية فيها ولا منبرية فوتوغرافية ، الأمر شبيه بتعليق شعري على كياننا الوجودي الذي أرادته فنانتنا أن يكون جزء من حياتنا اليومية بكل دلالاتها ، أحلامها وانكساراتها....حسب قراءات بعض النقاء الجماليين الذين تعرفوا على لوحات الفنانة حياة بمعرضها الجماعي الأخير ، فإنها تشتغل في تجربتها الصباغية الحالية ، على اللغة الصامتة للإيقاع بكل تنويعاته ، وابدالاته ، ويحيل مقتربها البصري في عملها التشكيلي والرمزي ، على الجوهر الانساني للوجود .انها ترسم الايقاع المتعدد بدل أن تكتب أو تتكلم ، لكن ما تبرزه يحدثنا ويمنحنا متعة التعبير عن أبجدياتنا الأولى . فعلى غرار الجميل ، يدل الايقاع على شيء أخر يتجاوز الظاهر . ان الايقاع في أعمال التشكيلية حياة تمظهر تجريدي للفكرة والحلم معا ، فهذه الخصوصية تضفي على تجربتها الحالمة والواعدة قوة بلاغية ، اذ الايقاع حكيم مثل الصورة .مسارها الفني المتفرد انطلق باعتمادها على التشخيصي ثم اشتغلت على اللون والضوء والشكل مركزة على اللون الأبيض لون الشفافية والنقاء والنور على اعتبارها من المدافعات على السلام والسلم والتعايش والتسامح ونبذ التطرف والاقصاء ، بعد ذلك اشتغلت على الثوب والكارتون ... والنتوءات واللون والضوء والكولاج وعلى المادة، حيث تستعمل الألوان الترابية ، ألوان الأرض وعلى المادة والتقنيات الحديثة في الفن التشكيلي .وحول الولع الابداعي ، تقول الفنانة الأنيقة حياة قادري حسني :" لقد وجدت في التصوير الصباغي الوسيلة الأكثر ملاءمة مع شخصيتي ، اذ أعشق حد الجنون هذا الفن الراقي الذي سحرني بجماله وبعوالمه الرحبة والممتعة ، فهو يمنحني لذة استثنائية وسعادة اضافية ، فعندما أكون أمام بياض القماش ، يعطيني الانطباع بأنني أمام صفحة بيضاء ، حيث تشكل كل لوحة قصة جديدة من قصصي المتعددة والكثيرة .أما التصوير الصباغي فيمنحني الطاقة لكي أعيد تشكيل العالم بدون اي ادعاء . فعبر فضاء اللوحة أسافر بدون جواز سفر، اذ أعيش ألف انطباع وانطباع من اعداد الفكرة الى انجازها وبمجرد ما يتم توقيع اللوحة ، أتخلص من كل مصادر القلق و الارهاق لأنها تتحول الى محطة لتأصيل لحظة هروبية . وهذه هي اللذة والمتعدة والجمال ."لوحات الفنانة التشكيلية حياة قادري تتقاطع ولا تتشابه ، هاجسها المشترك هو استنباط حالات الروح وهي تكابد جراحات الواقع وتناقضاته الصارخة ... ثمة شيء يشبه القلق وحيرة العارفين ...كل اللوحات تتنفس هواء الرفض ... لكنها تمتلك الحق في الحلم وفي الحياة وفي الجمال وفي مستقبل يحضنه الأمل والحب...حياة قادري مبدعة متجددة ومجددة ، مهووسة حد الجنون والتحول بالفن التشكيلي...فنانة مثقفة تطور شغف نفسها وتغامر في البحث عن التجاذب والتعالق بين الفن والحلم والحياة ، فهي دائمة التوقد كطفلة تعيش مخاض الكشف والمكاشفة وتفتح للوحة بوابات الدلالات اللانهائية ، تنقيبا عن جدورنا المشتركة .