AHDATH.INFOمن وزارة الخارجية إلى وزارة الداخلية مرورا بمجموعة من البلديات والحكومات المحلية ووصولا إلى القضاء، تواجه الجبهة الانفصالية محنا متعددة تحد من زمن انتعاشها داخل الحارة الأيبيرية، والتي أسست بها لوبيا ضاغطا ليس داخل إسبانيا، بل امتد داخل الاتحاد الأوروبي، ومارست من خلاله سياسة الكذب لمعاكسة المغرب.التفاصيل الجديدة تهم قرار العدالة في هذا البلد، حيث حظرت استخدام شعاراتهم وأعلامهم في الأماكن العامة، ومنعت المحكمة العليا الإسبانية، وهي أعلى هيئة قضائية في البلاد، الاستخدام المؤقت أو الدائم للأعلام «غير الرسمية» أو أي تعبير سياسي آخر سواء داخل المباني العامة أو خارجها.وينص قرار المحكمة على أن استخدام الأعلام أو الشعارات أو الرموز غير الرسمية مثل تلك التي يستخدمها انفصاليو البوليساريو في المباني والأماكن العامة «لا يتوافق مع الإطار الدستوري والقانوني الحالي» أو مع «واجب التحفظ والحياد المفروض في الإدارات الإسبانية».واعتبر حكم المحكمة العليا أنه لا يجب أن يكون علم (البوليساريو) سواء بشكل مؤقت أو بشكل دائم «إلى جانب علم إسبانيا والأعلام الأخرى القانونية والرسمية»، واضعا بذلك حدا ونقطة نهاية لأمر شاذ وهجين كان يقع في بلد ديمقراطي مثل إسبانيا.قرار المحكمة جاء ليرد على احتجاجات البوليساريو والجزائر على تدوينة لوزيرة الخارجية الإسبانية أرفقتها بخارطة للقارة الإفريقية حذفت منها علم الجبهة عند تهنئة وجهتها، الأربعاء، للأفارقة بمناسبة «يوم أفريقيا». المحكمة العليا الاسبانيةوزيرة الخارجية الإسبانية، كانت قد وجهت رسالة إلى رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، موسى فقي، بمناسبة «يوم إفريقيا» الذي يتم الاحتفال به كل يوم 25 ماي، وعمدت إلى وضع خريطة القارة الإفريقية كما هي من دون علم جبهة «البوليساريو» الانفصالية الذي لا تتباهى به باعتبارها عضوا بالاتحاد الإفريقي، وتم ذلك ضمن صفحة رسمية تابعة لوزارة الخارجية الإسبانية، وهو ما جعل جبهة البوليساريو تصاب بسعار وتعمد إلى شن حملة إعلامية غير مسبوقة إلى حد تخوين الوزيرة الإسبانية.ممثلية جبهة «البوليساريو» في إسبانيا أعربت عن رفضها للخطوة، التي أقدمت عليها وزيرة الشؤون الخارجية الإسبانية، بحذف علم ما وصفته بـ«الجمهورية الصحراوية» من الخريطة خلال تهنئتها للأفارقة بمناسبة يوم إفريقيا الذي يصادف الذكرى الـ57 لإنشاء منظمة الوحدة الإفريقية، التي أصبحت تحمل اسم الاتحاد الإفريقي.ووصف ممثل جبهة البوليساريو في إسبانيا، عبد الله العرابي، الخطوة الإسبانية بـ«الخطأ»، وراسل وزارة الخارجية الإسبانية، للاحتجاج على الخطوة، معتبرا ذلك «استفزازا» للقارة الإفريقية، داعيا إياها إلى «تصحيحه».الجبهة الانفصالية اعتبرت أن هذا الحادث «غير محسوب العواقب» و«سابقة في الحقل الدبلوماسي، قبل أن تدخل بدعم من جهاز المخابرات الجزائري، ومجموعة اللوبي الذي شكلته داخل الجارة الشمالية، للقيام بحملة عنيفة استهدفت وزيرة الخارجية الإسبانية».الصفعات المتتالية، التي تلقتها البوليساريو منذ عودة الاشتراكيين الإسبان لقيادة الحكومة تكررت، بالرغم من محاولات إحداث اختراق عبر التحايل على لقاءات مع شخصيات حكومية من حزب بوديموس خصوصا، غير أنه سرعان ما تعود الأمور إلى وضعها الطبيعي بتدخل وزارة الخارجية التي تعتبر المعنية حصريا بملف الصحراء في الحكومة الائتلافية.وكان رئيس الحكومة الإسباني، بيدرو سانشيز، خلال جلسة المناقشة العامة للجمعية العامة للأمم المتحدة، السنة الماضية، ولأول مرة، تفادى الحديث عن دعم إسبانيا لإجراء استفتاء بالأقاليم الصحراوية.وقال بيدرو سانشيز، في كلمة ألقاها باسم الحكومة الإسبانية، خلال جلسة المناقشة العامة للجمعية العامة الـ74 للأمم المتحدة، إن ملف الصحراء يوجد ضمن اهتمامات بلده، مشيرا إلى أن مدريد تدعم الإشراف الحصري للأمم المتحدة لحلحلة هذا النزاع الإقليمي.وأضاف سانشيز، في كلمته، أن «إسبانيا ستواصل دعم مجهودات الأمين العام للأمم المتحدة للوصول إلى حل سياسي دائم وعادل ومقبول من قبل الطرفين، وفقا للقرارات الصادرة عن مجلس الأمن الدولي».وحرصت كبيرة الديبلوماسية الإسبانية، في تغريدة على حسابها الرسمي، تويتر، أن «موقف بلادها من قضية الصحراء الغربية «لم يتغير»، بل هي سياسة دولة» على حد تعبيرها.وأكدت غونزاليس أن إسبانيا «لا تعترف بالجمهورية الصحراوية»، مضيفة «ندعم جهود الأمين العام للأمم المتحدة للتوصل إلى حل سلمي في إطار قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة».