وكتبت ساره ليا وتسون المديرة السابقة لادارة الشرق الأوسط في منظمة هيومن رايتس ووتش المدافعة عن حقوق الانسان "التقيت سارة حجازي أخيرا في كندا. كان واضحا أنها متألمة ومتأثرة بالتعذيب (الذي تعرضت له في مصر أثناء سجنها)، كانت تعاني وهي بعيدة عن وطنها ولكنها كانت تريد فتح صفحة جديدة .. ويبدو أنه كان من الصعب تحمل كل ذلك".
ورغم ملامحها المشعة بالحياة كما وصفها بعض المغردين، إلا أنها لم تتمكن من تجاوز تجربة السجن لمدة 3 أشهر، والتي تعرضت فيها للكثير من الإساءة والتعذيب والتحرش الجنسي من طرف السجينات، مما دفعها للبحث عن عن النجاة خارج مصر، حيث تمكنت من العيش في كندا مدة تقارب السنتين، لكن يبدو أنها لم تتجاوز صدمة السجن التي تسببت لها في اضطرابات نفسية زاد من حدتها نظرة الرفض والنبذ.
تجدر الإشارة أن الراحلة التي كانت اختصاصية في مجال تكنولوجيا المعلوميات،تبلغ من العمر 30 سنة، وهي من أسرة محافظة، وقد ارتدت الحجاب لحدود سنة 2016، حيث قررت تغيير عدد من قناعاتها، في مقدمتها خلع الحجاب والمجاهرة بمثليتها لتبدأ رحلة التضييق والملاحقة القانونية بتهم كثيرة، أبرزها التحريض على الفسق والفجور، التي انتهت بالسجن حيث توفيت والدتها قبل معانقتها الحرية.
وتفاوتت ردود أفعال المتابعين مع خبر وفاة الناشطة، حيث عبر البعض عن تعاطفه مع الراحلة، حيث كتب محمد البرادعي " قضية سارة حجازي تثير قضايا عامة شائكة، لم تطرح بوضوح في معظم الدول ذات الأغلبية المسلمة، العلاقة بين القيم المجتمعية والقانون، ترسيم الحدود بين المجال العام والخاص، التطبيق العملي لحرية العقيدة وحرية التعبير، معنى قبول المختلف، مواجهة ما سبق لا غنى عنه للعيش المشترك".
من جهتها لم تتردد الممثلة منى هلا من دعمها لحقوق المثليين خلال اعلانها خبر وفاة سارة، مما عرضها للكثير من الانتقاد بعد أن نشرت صورة الناشطة المنتحرة، مرفقة بتدوينة" سارة حجازي انتحرت واستريحت منكم ومن العالم .. ألف رحمة ونورن أدعم مجتمع الميم لا للعنف ولا للكراهية"، بينما غرد الإعلامي الساخر جو شو " الحمد لله إن ربنا العدل المطلع على نوايانا ونهاياتنا، رحمته وسعت كل شيء وهو سبحانه اللي هيفصل بين عباده يوم القيامة، مش شوية الناس اللي على سوشيال ميديا عديمي الرحمة والعدل اللي نصبوا نفسهم حكام على البشر" .. ليتلقى بدورها بعض الانتقاد.