AHDATH.INFOبحضور دبلوماسي وفكري وديني وازن، أطلقت منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، الجزء الأول من موسوعة تفكيك خطاب التطرف، تحت عنوان "تفكيك الخلفيات الفكرية لخطابات التطرف”، الذي تم إنجازه بشراكة مع الرابطة المحمدية للعلماء، في إطار جهود التصدي لظاهرة التطرف من خلال التمنيع الفكري للشباب الذي أصبح اليوم عرضة للتأثير والتجنيد والتشويش بواسطة خطابات التطرف والكراهية المتاحة عبر وسائط متعددة، وفي مقدمتها العالم الافتراضي.وخلال كلمته الترحيبية بمقر المنظمة بالرباط اليوم الأربعاء 07 يوليوز، أشار الدكتور سالم بن محمد المالك، المدير العام للإيسيسكو، أن الارهاب ظاهرة مقلقة وحاجبة للغايات الكبرى من الوجود الإنساني المتمثلة في إعمار وبناء السلم والسلام، مؤكدا على ضرورة تعزيز قيم السلم كمفهوم مركزي في حاجة ليكون سلوكا ملهما، كما استحضر الويلات التي عاشها المسلمون بسبب الحركات والتنظيمات المتطرفة التي غالت في تأويل النصوص القرآنية والسنة النبوية، مما كان سببا في الابتعاد عن قيم الوسطية والاعتدال قولا وعملا، وهو ما انعكس ميدانيا في مظاهر الفرقة والضعف.وأشار المالك أن الإيسيسكو والرابطة اشتغلت وفق تصور يجعل من هذه الموسوعة، مرجعا غنيا للباحثين داخل المؤسسات الجامعية، ومراكز الأبحاث، والمراصد، والمنظمات الدولية، لتفكيك ومعاجلة آثار التطرف في تجلياته المختلفة التي ترمي بظلالها على الجهات الاربع من هذا العالم.من جهته أوضح الدكتور أحمد عبادي، الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، أن الموسوعة اشتغلت على تفكيك خطاب التطرف والمفاهيم المرتبطة به، من أجل تحصين الشباب فكريا ضمن مشروع سيتم تنزيله عبر مراحل، انطلاقا من كون الدين بناء وهندسة، إلى جانب تناول التطرف كظاهرة مركبة تتطلبا تفكيكا دقيقا لخطاب التطرف الذي نجح في تصدير تصورات مرتبكة وخاطئة عن الإسلام عالميا.ويتناول الجزء الأول من الموسوعة بحوثا أكاديمية ركزت على تفكيك وتحليل المفاهيم المؤسسة لخطاب التطرف، من خلال تسليط الضوء على عدد من المداخل المنهجية والمفاهيم، والخلفيات الفكرية، إلى جانب نقض منطلقات فكر التطرف، ونقد مقولاته. وسيتناول الجزء الثاني أدوات تفكيك خطاب التطرف، في حين يستحضر الجزء الثالث معطى العالم الرقمي الذي نزل بكل قوته خلال السنوات الأخيرة ليغير قواعد التعاطي مع الظاهرة، مما يجعل الحاجة ملحة اليوم لخبراء في التعاطي مع الظاهرة على المستوى الرقمي، باستحضار كل الادوات المستجدة في الميدان.