رغم العمليات التي تقوم بها السلطات احيانا، على مستوى المعابر، في افشال محاولات تهريب المخدرات القويةالى المغرب، سواء تعلق الامر بالهروين او الكوكايين، الا ان نشاط بعض تجار هاته المادتين، يتزايد على مستوىالسوق الداخلية، بطرق واساليب مختلفة، بل ومنافسة شرسة بينهم.
وكشفت مجموعة مصادر، بمناطق مختلفة من المدن وحتى القرى، على المستوى الوطني، على بروز بعض التجارالمتخصصين في ترويج الهروين والكوكايين بالتقسيط، وباثمنة منخفظة احيانا، مما يدل على رداءة جودتها،وخضوعها لتصنيع او تعديل لمحتواها، من اجل ان يتم خفظ ثمنها، وتوفيرها بالسوق الداخلية وان تكون معروضةبشكل دائم.
وافادت مصادر احداث انفو ، ان كميات صغيرة من الكوكايين والهروين، تدخل بطرق مختلفة، رغم توقيف عدد كبيرمن المهربين وتفكيك شبكات متخصصة، الا ان ذلك لا يمنع من تسريب كميات من الهروين والكوكايين، وتعديلمحتوياتهما ببعض المختبرات المعدة لهذا الغرض، اذ لابد من اضافة مواد وتعديلات مخبرية على المادتين حتىتكون جاهزة للبيع والاستهلاك.
الا ان المواد المضافة في غالبيتها ليست بالجودة المطلوبة، بل هناك من يضيف طحين بعض اقراص الهلوسةللكوكايين، وهناك من يضيف لها طحين يشبه الخميرة، كل ذلك من اجل جعلها "فعالة" كمخدر، لكن بضرر وخطورةاكبر على مستهلكها، انها "كوكايين مزورة" يقول احد العارفين بخبايا الامور.
وتهدف تلك الشبكات لتخفيظ ثمن الجرعة من الكوكايين والهروين، من خلال ان ينتج غرام واحد ما يزيد عن 6 جرعات، تباع بمبالغ لا تقل عن 120 حتى 160 درهما للجرعة الواحدة، وهو ما يكون في "صالح" البائعوالمشتري، اذ يحقق البائع ربحا مهما ويستفيد المشتري من تخفيظ، ولو على حساب صحته وحياته.
واكد بعض العارفين بهاته الامور، ان اخطر انواع الكوكايين، هو ذلك المخلوط بحبوب الهلوسة، حيث يتحولمستعمله لكائن اخر، فهي جرعة سريعة التخدير وقوية جدا، ويصبح مستهلكها مثل الوحش، لا يوقفه اي شيء،وان هذا النوع، يكون غالبا سببا في حدوث جرائم واعتداءات، لكون مستعمله لا يشعر باي شيء، ويعتقد انه اقوىكائن على وجه الارض، ويغيب عنده كليا كابح العقاب او ما هو ممنوع ومحرم.
وعلى مستوى اخر، يعتمد هؤلاء التجار على باعة يصعب احيانا اكتشافهم، منهم تلاميذ قاصرين، ومنهم فتياتفي مستويات مختلفة، وشبان، وحتى بعض العاملين في حرف وسائقي سيارات اجرة، وهو ما يسهل عليهم ترويجبضاعتهم بسهولة، بعيدا عن اعين الامن. كما ان جلهم يتوفرون على كميات صغيرة، يتم تصريفها ثم الاستفادة منكمية اخرى، وذلك بهدف تضليل الامن في حال توقيف احدهم، اذ يدعي هؤلاء انهم مجرد مستهلكين، ويتسترونعلى مزودهم بتلك المادة.
هذا وتسعى السلطات الامنية، بتنسيق في الغالب مع "الديستي" للايقاع بهؤلاء الباعة بعدد من المناطق، فيماهناك تهاون ببعض المدن، خاصة الكبرى منها، والتي يتزايد تعاطي هاته المخدرات القوية بها، وما يتبعها منمشاكل وجرائم خطيرة، تكون الكوكايين والهروين، العديمة الجودة هي من تقف ورائها مؤكدا.