لم يكن مساء 2004 في ملعب صفاقس التونسي مساء عاديا، بل كان اختبارا حقيقيا لقلب كل مغربي.
ديربي مغاربي جمع بين المغرب والجزائر في ربع نهائي كأس إفريقيا، صراع تاريخي، توتر في المدرجات، وقلوب معلقة على تفاصيل صغيرة قد تغيّر كل شيء.
الدقائق كانت تمر سريعا، والمنتخب الجزائري متقدم بهدف قاتل في الدقيقة 84. بدا وكأن الحلم بدأ يتلاشى. إلى أن جاءت تلك الهجمة على الجهة اليسرى. الجميع تحرك نحو منطقة الجزاء، وكأن أملا بعيدا عاد ينبض فجأة.
يوسف حجي يمنح الكرة لموحا اليعقوبي الذي راوغ وهز رأسه، نظرة سريعة نحو الداخل، ثم تمريرة مثالية، ليظهر الرقم 17، وهو شاب في بداية مشواره، لكن بروح مهاجم كبير.
مروان الشماخ انسل بين المدافعين، استقبل الكرة وكأن الزمن توقف لحظة سدد بخارج القدم رغم خروج الحارس لصد الهجمة والكرة تسكن الشباك.
هنا انفجر الملعب. لحظة واحدة دبدلت كل شيء. من صدمة إلى صرخة، من إحباط إلى فرح جماعي لا يمكن أن ينسى. كان ذلك الهدف رسالة مفادها أن الأسود لا تستسلم، الأسود تعود دائما.
ركض الشماخ فرحا، وركض معه كل مغربي، في تونس، في بيوت المغرب، وفي كل مكان كان يحمل هذا المنتخب في قلبه.
هدف لم يكن مجرد تعديل للنتيجة، بل كان شرارة العودة، بداية ريمونتادا تاريخية قادت الأسود إلى عبور واحد من أصعب الامتحانات في تاريخهم الكروي.
وبقي الهدف محفورا في الذاكرة، لأنه لم يكن مجرد كرة دخلت الشباك، بل لحظة حياة صنعت مجد جيل، وكتبت فصلا من أجمل فصول الديربي المغاربي.