أكد وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، أحمد التوفيق، أن مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة تشكل دعامة مهمة في تعزيز حماية الثوابت الدينية وترسيخ التعاون الروحي والعلمي بين بلدان القارة الإفريقية.
وأضاف التوفيق في كلمته الخميس 04 دجنبر 2025، خلال افتتاح الدورة السنوية العادية السابعة لاجتماع المجلس الأعلى للمؤسسة التي تحتضنها مدينة فاس، أن الملوك العلويين حرصوا عبر العصور على تعزيز وشائج الأخوة الروحية مع بلدان إفريقيا، وهو ما يجعل من مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة محطة إضافية في هذه المسيرة بفضل جهود جلالة الملك محمد السادس باعتباره الضامن للأمانات الكبرى، وفي مقدمتها أمانة حفظ الدين وصيانة الثوابت الروحية للمملكة والقارة.
ونبه التوفيق إلى التشويش الخارجي الذي مس عقيدة ومذهب عدد من البلدان الإفريقية خلال العقود الخمسة الماضية، وهو ما تترجمه مظاهر التطرف والإرهاب بعدد من دول القارة، ما يجعل الحاجة ملحة إلى مؤسسة علمية مشتركة تعيد تنظيم التعاون وتحصين الثوابت الدينية بالبلدان الإفريقية من خلال الثوابت المشتركة التي يمثلها القرآن والحديث.
وأكد الوزير على أهمية الجهود التي راكمتها المؤسسة منذ انطلاقتها، والتي تتصدرها برامج الحماية من أفكار التطرف، وتكوين المرشدين والمرشدات، إلى جانب رغبة بعض البلدان في الاستفادة من التجربة المغربية في مجال تنظيم الفتوى، وتدبير مجال الأوقاف والزكاة.
و دعا التوفيق مسؤولي فروع المؤسسة بالدول الافريقية إلى استيعاب رسالة المؤسسة مضمونا وروحا ، وتفعيل ميثاقها على أرض الواقع، مع الحرص على التدبير الحكيم للعلاقات والانفتاح على أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في بلدانهم، إلى جانب الالتزام بالتدبير المالي السليم لما يعزز مصداقية المؤسسة ويقوي إشعاعها القاري.
تجدر الإشارة أن هذه الدورة تعرف مشاركة 300 عالما من 48 دولة افريقية، بينهم 60 عالمة، إلى جانب 17 عالما مغربيا بينهم 3 عالمات، بهدف تدارس عدد من المحاور التي تهم إغناء الحقل الديني والعلمي في القارة الإفريقية من خلال مبادرات متجددة، يتعلق الأول بمراجعة وتحديث خطة تسديد التبليغ على مستوى فروع المؤسسة، إلى جانب إعداد تصور شامل وبرامج تفصيلية للاحتفاء بمرور خمسة عشر قرنا على ميلاد الرسول صلى الله عليه وسلم، تماشيا والتوجيهات الملكية الداعية لإحياء هذه المناسبة بما يليق بمكانة النبي الكريم، وبما يعزز التعريف بأخلاقه وشمائله وسيرته لرسيخها عبر القارة الإفريقية.