اللهم لك الحمد حتى ترضى ولك الحمد قبل وبعد الرضا.
بالقلب المثقل حزنا ووجعا وألماً فوق الوصف، لكن بالقلب الذي علمته الشريفة المؤمنة الصابرة المحتسبة طيلة حياتها أن يقبل قضاء الله، خيره وشرّه، وألا يقول إلا الحمد لله، أنعي أمي، وصديقتي، وحبيبتي، بل الحب كله، ورفيقة عمري، مامضى منه وما سيأتي، ومعلمتي وأستاذتي وقدوة حياتي، والسيدة التي قدمت لي كل شيء، ولم أقدم لها شيئا، للا عزيزة العلوي التي غادرت دنيانا الفانية، يوم الجمعة 28 نونبر 2025 مع صيحة، الله أكبر، لأذان عصر ذلك اليوم المشهود.
اللهم إنا نشهدك ونشهد خلقك أننا لم نر منها إلا الخير كله، والعطف كله، والحب كله، ورأينا وعشنا وعايشنا حبها لك ولرسولك الكريم صلى الله عليه وسلم، ولكتابك المقدس العظيم، ولأوليائك الصالحين، وللناس أجمعهم فقيرهم قبل الغني، وضعيفهم قبل القوي، وزهدها في التافه والنافل مما يتصارع حوله الناس، ولاتلقي له هي بالا.
اللهم إنك تعلم أنه حزن يشق علي تحمله، وعجز طعنني في كل المسام، وقهر أفقدني كل الحواس، وأمر جلل كنت أعرفه قادما وأتهيبه و ها قد حان وقت التيقن منه وإدراك أنه تم، والتسليم به بل وحمدك عليه. فاللهم اربط على القلب بشدة واللهم امنح الصبر صبرا، واللهم ذكرني بماكانت تقوله لي وهي تبتسم "كنسالك حاجة وحدة آمختار من بعد ماتحطني فبليصتي آولدي: سورة ياسين، وراه أنا اللي حفظتها ليك، ثم الدعاء".
اللهم ارحمها واغفر لها وتجاوز عنها وأكرم نزلها، وهي الآن لديك في أعلى وأجمل وأعظم مقام ورفقة، واللهم جاز خيرا كل من واساني وهو يعرف أنني في هذا اليتم بالتحديد فقدت المختار قبل أن أفقد للا عزيزة، وأن ما سيأتي لن يكون مثلما مضى.
يقول عز من قائل "قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ".
صدق الله العظيم، والحمد لله رب العالمين حمدا تاما كاملا راضيا لايقول إلا مايرضي ربنا عز وجل "إنا لله وإنا إليه راجعون".)