تعيش منظومة البناء الهندسة في المغرب على وقع مرحلة فارقة مع انطلاق أول هاكاثون وطني للهندسة تنظمه "BIMOBTECH"، أول مكتبة مغربية رقمية BIM، وذلك من 4 إلى 6 دجنبر 2025 بفضاء Garden Event بمدينة الدار البيضاء.

هذا الملتقى يجمع أكثر من 100 طالب وطالبة من أبرز مدارس الهندسة المعمارية بالمملكة، في ثلاثة أيام من العمل المكثف لاستشراف مستقبل التشييد والابتكار الرقمي.

ويمثل الهاكاثون خطوة استراتيجية في مسار التحول الرقمي للقطاع، حيث يهدف إلى تحفيز الإبداع لدى الطلبة وتمكينهم من أدوات جديدة تعتمد على نظام BIM، والنمذجة ثلاثية الأبعاد، والذكاء الاصطناعي التوليدي، وإنترنت الأشياء، إضافة إلى مقاربات مبتكرة تتعلق بالاستدامة والفعالية الطاقية وإدارة المخاطر المالية والتأمينية.

يأتي تنظيم هذا الحدث انسجاما مع دينامية التحول الرقمي التي يشهدها المغرب، خاصة في إطار رؤية "المغرب الرقمي 2030"، التي تدعم رقمنة الخدمات العمومية وتعزيز البنية التحتية السحابية واعتماد نماذج حديثة لتسيير المشاريع الكبرى.

و تتموقع منصة BIMOBTECH كأول مكتبة مغربية رقمية متخصصة في الأجسام والمواد التقنية الخاصة بالبناء في صيغة BIM، مما يجعلها فاعلا محوريا في هذا التحول. فهي توفر فضاء تعاونيا يمكن المهنيين والطلبة من تحميل المعطيات التقنية والنماذج الرقمية الخاصة بالمنتجات المحلية، كما تساهم في إدماج مقاربات رقمية حديثة في المشاريع، انسجاما مع التوجهات العالمية التي تعتمد على التصميم المدفوع بالذكاء الاصطناعي والحلول ثلاثية الأبعاد.

ويعرف الهاكاثون مشاركة كبرى مؤسسات التعليم الهندسي بالمملكة، من بينها المدرسة الوطنية للهندسة المعمارية بالرباط، تطوان، مراكش، أكادير، فاس، وجدة، EAC، جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنيةSAP+D ، جامعة UIRجامعةEuromed بفاس.

كما يخوض المشاركون تحديات تتمحور حول أربعة محاور كبرى، يتعلق لأمر بالاستدامة والفعالية الطاقية، والمحاكاة والمتابعة الذكية، BIM وإدارة المخاطر المالية والتأمينية، تحسين تجربة منصة BIMOBTECH وتوسيع استخدامها.

يأتي ذلك في الوقت الذي يحظى الهاكاثون باهتمام مؤسساتي وأكاديمي واسع، إذ تتشكل لجنة التحكيم من ممثل عن هيئة المهندسين المعماريين، وعضو من الفيدرالية الوطنية للمنعشين العقاريين ، وأستاذ من المدرسة الحسنية للأشغال العمومية، وذلك فضلا عن ممثلي مؤسستين ماليتين وهما:CIH وsanlam، وممثل عن منصة BIMOBTECH.

وسيتم تتويج ثلاثة مشاريع رائدة على أساس الإبداع والتأثير، ودمج الاستدامة والتمويل والأمان، وجودة العروض النهائية.

ويعد هذا الهاكاثون لحظة فارقة في سياق التحول نحو البناء 4.0، في زمن تتسارع فيه التحديات المناخية والطاقية والاقتصادية.

وفي هذا السياق، يؤكد فريق التنظيم "يمثل هذا الهاكاثون مرحلة مهمة في إدماج التقنيات الحديثة في منظومة البناء، خصوصا مع اقتراب موعد 2030. لذلك نراهن على هذا الجيل الجديد من المعماريين لقيادة هذا التغيير".