شارك وزير الصحة والحماية الاجتماعية، أمين التهراوي، في حفل افتتاح مقر الأكاديمية الإفريقية لعلوم الصحة بمدينة الداخلة، وهي مؤسسة قارية جديدة تروم دعم البحث العلمي وتعزيز الابتكار وبناء القدرات الصحية في إفريقيا. وذكرت الوزارة أن مشاركة الوزير تندرج أيضاً في إطار القمة الإفريقية الأولى حول أداء النظم الصحية والسيادة الصحية، حيث حضر جلسة وزارية رفيعة المستوى خصصت لمناقشة موضوع «إصلاحات النظام الصحي… النموذج الجديد لإفريقيا»، وعرض خلالها المشاركون أبرز الخلاصات والتجارب.
وخلال هذا اللقاء، قدم التهراوي رؤية المملكة لإصلاح المنظومة الصحية، تنفيذاً للتوجيهات الملكية، مبرزاً أن هذا الورش الإصلاحي استند إلى الدروس التي كشفتها جائحة كوفيد-19، وما فرضته من ضرورة اعتماد أنظمة صحية أكثر صموداً وقدرة على مواجهة الأزمات. وأكد أن السيادة الصحية أصبحت اليوم توجهاً استراتيجياً في القارة الإفريقية، لأنها تشكل ضمانة لاستمرارية الخدمات وتعزيز الإنتاج المحلي وتقليص التبعية للخارج. وأشار إلى أن هذا الهدف مشترك بين مختلف الدول الإفريقية، مما يجعل التعاون وتبادل الخبرات خياراً أساسياً للنهوض بالقطاع.
واستعرض الوزير محاور إصلاح المنظومة الصحية في المغرب، والتي تشمل تأهيل العرض الصحي وتحديث البنيات والتجهيزات، والانتقال نحو رقمنة شاملة للمسار الصحي عبر نظام معلومات موحد، وتثمين الموارد البشرية من خلال تطوير التكوين والتحفيز، واعتماد حكامة جديدة تقوم على الجهوية الصحية ونجاعة التدبير.
كما شدد على أن الاستثمار في الصحة ليس تكلفة بل استثمار في المواطن وفي تنمية المجتمع، باعتبار أن صحة الإنسان رافعة للإنتاجية والابتكار وجودة الحياة. وأكد في السياق نفسه أن الوقاية تظل أساسياً لتقليل العبء الصحي والاجتماعي والاقتصادي للأمراض.