وجه وزير العدل، عبد اللطيف وهبي، انتقادات حادة لظاهرة تسابق المحامين للظهور على مواقع التواصل التي فضل وصفها بـ"وسيلة التباغض الاجتماعي"، معتبرا أن هذه الخطوة تشكل تهديدا لمهنة المحاماة.

وأبدى وهبي خلال افتتاح ندوة التمرين الوطنية، بهيئة المحامين بالدار البيضاء، يوم الجمعة 21 نونبر 2025، استغرابه من تسابق المحامين على كشف تفاصيل المحاكمات  بإخراجها من قاعة المحكمة إلى "ساحة التواصل الاجتماعي الموبوء، بل أصبحت حرمة المتقاضين مستباحة، يتحدث المحامون بدون تحفظ عن الجرائم المنسوبة لموكليهم، وعن متابعاتهم، حتى أصبحت العلنية نوعا من الاستباحة والافتضاح الذي يغتال العدالة كلها".

واعتبر وهبي أن هذه الممارسات انحراف يتحول معه المحامي الجيد إلى صحفي رديء مخالفا جميع الأخلاق وقوانين احترام موكليه وقضاياهم وحياتهم الحميمية، ووصف وزير العدل هذه التصرفات بكونها " تثير اشمئزاز المشاهدين"، وتحمل رغبة في التأثير على القضاء الذي أصيب بدوره بعدوى الظهور من خلال تصوير الجلسات.

وقال وهبي أن هذه الممارسات من شأنها أن تنعكس سلبا على الجهاز القضائي، من خلال استعمال صور القضاة بشكل مهين على مواقع التواصل على غرار السياسيين الذين تستباح حياتهم في العالم الافتراضي، موضحا أن هذا الظهور سيفقد القاضي هيبته وسلطته الأخلاقية التي يتمتع بها.

وفي هذا السياق، ذكر وهبي أن قانون المسطرة الجنائية المصادق عليه مؤخرا، نص على مقتضى تعيين ناطق رسمي باسم النيابة العامة، للحفاظ على هيبة القضاة واحترامهم وحيادهم.