تقاسم وزير العدل، عبد اللطيف وهبي، جملة من المخاوف والإكراهات التي تحيط بمهنة المحاماة في زمن الطفرات التقنية والتكنولوجية، حيث غلبت نبرة النوستالجيا على كلمته خلال افتتاح ندوة التمرين الوطنية، بهيئة المحامين بالدار البيضاء، يوم الجمعة 21 نونبر 2025.

واستحضر وهبي أجواء الاجتهاد الشبابية حين كان المحامي منغمسا بين الكتب والمراجع، والنقاشات الحماسية التي تنظر لعالم مثالي، قبل أن تتداخل الآلة مع وظيفة المحامي في ظل الاكتشافات العلمية التي "أضحت تحد من قدرته على التفسير وعلى التحليل، وفي كثير من الأحيان على التعليل، كأنها تسحب من يديه إدارة قضية أو ملف وفق ما يريده، و أصبحت هذه السلطة العلمية تلجم المحامي و تواجهه".

وتحدث وهبي بحرقة عن الإكراهات التي باتت ترجح كفة نتائج العلوم الحديثة لدقتها كالبصمات والكاميرات المتطورة، ومحاكمات الذكاء الاصطناعي، مقابل التشكيك في لغة المحامي التي تحتمل الحقيقة والخطأ.

و انتقد وهبي أمام المحامين المتدربين، التجارب الدولية التي تتحدث عن الاتجاه نحو المحاكمات الرقمية التي  يديرها الذكاء الاصطناعي، معبرا عن صدمته لفكرة القاضي الآلة، حيث توكل الملفات إلى الكمبيوتر لإصدار الأحكام بناء على فرضية تشابه الملفات، وهو ما استغربه وهبي معتبرا أن العدالة لا يمكنها فصلها عن المجال الإنساني وتفويتها لطغيان الآلة، ما يفتح الباب أمام تعقيدات تفرض على المحامي الاستعداد لفرضيات مفتوحة "قد تجعله القضايا تخترق الحدود واللغات والمعنى" يقول وهبي.