احتضنت مدينة مراكش، يوم الخميس 20 نونبر 2025 بمراكش، ندوة وطنية تحت شعار "الرقمنة في قلب تنمية المنتجات المجالية"، نظمتها وكالة التنمية الفلاحية.
هذه الندوة، المنظمة على مدى يومين،تأتي انسجاما مع توجهات استراتيجية "الجيل الأخضر 2020-2030"، التي تعتمد الرقمنة كأداة محورية لتمكين صغار المنتجين، وتأهيل القطاع، وضمان تثمين مستدام للتراث الفلاحي المغربي.كما تأتي، أيضا، في سياق يتسم بتنامي التجارة الإلكترونية وتحو ل أنماط الاستهلاك.
و أكد المدير العام للوكالة، المهدي الريفي، على الدور المحوري للتحول الرقمي في تطوير المنتجات المجالية بالمغرب، معتبرا أن المبادرات الوطنية المرتبطة بهذه المنتجات، واختيار موضوع "التحول الرقمي في قلب التنمية"، تشكل نجاحا ملحوظا في إطار الاستراتيجية الوطنية الفلاحية لـ"مخطط المغرب الأخضر" و"الجيل الأخضر".
الريفي الذي ألقى كلمة بهذه المناسبة، أشار، في هذا السياق إلى أن برامج دعم تجمعات المنتجين، والتعاونيات، والاتحادات، إلى جانب مبادرات ترويج المنتجات المجالية، مكنت هذه البنيات الحيوية من تعزيز حضورها أكثر من أي وقت مضى، في الأسواق الوطنية والدولية.
هذا النجاح يفرض تحديات جديدة مرتبطة بالنمو المتواصل للمنتجين والمنتجات،يضيف المتحدث ذاته، مذكرا بأن الرقمنة، لاسيما عبر التجارة الإلكترونية ومنصات التدبير المالي والإداري، تشكل محورا أساسيا لدعم هذا التوسع، وضمان تكافؤ الولوج إلى البرامج التي تقترحها الدولة والوزارة الوصية، وذلك بهدف تمكين التعاونيات قبل كل شيء، من الارتقاء وتطوير أكبر لسلسلة إنتاجها.
وبالتزامن مع هذه المناسبة، قامت وكالة التنمية الفلاحية بإطلاق مشروعين رئيسيين، هما منصة التجارة الإلكترونية الجديدة لتسويق المنتجات المحلية، والنظام المعلوماتي لتدبير العرض الوطني للمنتوجات المجالية.
المشروع الأول يمثل تطورا لمنصة (www.terroirdumaroc.gov.ma)، التي كانت مخصصة لترويج المنتجات المحلية، نحو متجر إلكتروني متكامل يضم 250 مجموعة منتجة وأكثر من 500 تعاونية. أما المشروع الثاني، فيتمثل في منصة رقمية جديدة تهدف إلى إدارة البيانات المتعلقة بالمنتجات المحلية.
ويعد هذا النظام أداة فعالة للحكامة، إذ يوفر معلومات دقيقة ومحدثة لتتبع أداء التعاونيات، وإدارة البرامج، وتحليل المؤشرات، حسب بلاغ الوكالة، مضيفا أنه من خلال إنشاء حسابات على مستوى الجهات يعزز التنسيق بين المستوى المركزي والمديريات الجهوية للفلاحة.
كما أنه انطلاقا من المكانة المحورية لتثمين المنتوجات المحلية ضمن الاستراتيجية الفلاحية الوطنية، تعمل الوكالة، بشراكة مع مختلف الفاعلين العموميين والخواص، بوضع آليات تنظيمية، من أبرزها الرمز الجماعي (Terroir du Maroc)، التي تهدف إلى ضمان الجودة والأصالة وتعزيز ثقة المستهلكين، فيما يستفيد منتجو هذه السلاسل سنويا،حسب المصدر ذاته، من برامج للتأهيل والتكوين، فيما يتيح توسيع شبكات التوزيع في تسهيل ولوج هذه المنتوجات إلى الأسواق الوطنية والدولية .
وبفضل هذه الجهود، تلفت الوكالة، أصبحت أزيد من 540 تعاونية تعرض اليوم أكثر من 1500 منتوج داخل مختلف الأسواق الكبرى والمتوسطة. وتواصل الوكالة دعم التصدير عبر تنظيم لقاءات ثنائية تجارية وتكثيف عمليات المبادرات الترويجية في أهم المعارض، مدعومة بحملات تواصلية واسعة النطاق.