أعطى الوالي عبد السلام بكرات، اليوم الخميس 13 نونبر، بمقر ولاية جهة العيون الساقية الحمراء، الانطلاقة الرسمية للمشاورات الموسعة حول إعداد الجيل الجديد من برنامج التنمية الترابية المندمجة، في خطوة رشيدة تُجسّد التوجيهات الملكية السامية لجلالة الملك محمد السادس.

وحضر اللقاء التشاوري عدد كبير من المنتخبين وشيوخ القبائل وفعاليات المجتمع المدني ورجال الأعمال ورؤساء المصالح الخارجية، وعرف نقاشًا موسعًا ومسؤولًا، أكد خلاله جميع المتدخلين على ضرورة إشراك كافة مكونات النسيج المحلي في صياغة التصورات التنموية.

وأوضح الوالي بكرات في كلمته الافتتاحية أن هذا اللقاء يندرج في إطار تنفيذ التوجيهات الملكية السامية الواردة في خطابي العرش وافتتاح الدورة التشريعية، وكذا ما نص عليه مشروع قانون المالية لسنة 2026، بشأن إطلاق جيل جديد من المخططات التنموية المندمجة لتحسين مستوى عيش المواطن.

وأبرز السيد الوالي أن هذا البرنامج الجديد يهدف إلى تعزيز العدالة المجالية وضمان استفادة جميع المواطنين من ثمار التنمية، عبر الانتقال من منطق إنجاز البنى التحتية إلى نهج التنمية الإقليمية المتكاملة، مع اعتماد حكامة شفافة.

كما يروم البرنامج تعزيز مكانة المجالات الترابية المحلية، وخلق فرص الشغل والثروة، وتحقيق المساواة في الولوج إلى خدمات التعليم والصحة، مع إدارة مستدامة للموارد المائية، وتثمين المناطق القروية والساحلية، وتعزيز دور المراكز الحضرية الناشئة.

ومن جانبه، قدّم الكاتب العام لعمالة إقليم العيون عرضًا مفصلًا استعرض من خلاله منهجية العمل القائمة على محورين رئيسيين، وهما التشخيص الترابي عبر تحليل المؤشرات السوسيواقتصادية، وبلورة التوجهات الاستراتيجية الكبرى لتحقيق تنمية مندمجة ومستدامة بالجهة.

وشدّد المتدخلون على ضرورة اعتماد مقاربة تشاركية حقيقية تدمج كافة الفاعلين من سلطات محلية ومنتخبين ومجتمع مدني، لإعداد مشاريع تنموية واقعية تلامس حاجيات الساكنة وتنسجم مع التحولات الوطنية الكبرى.

وأكد الحاضرون أن هذا اللقاء التشاوري يمثل المحطة الأولى فقط، حيث ستنطلق سلسلة من اللقاءات الميدانية بمشاركة مباشرة من الساكنة، لوضع المواطن في قلب العملية التنموية، تماشيًا مع الإرادة الملكية السامية.

وأعرب الجميع عن روح المسؤولية والانخراط الإيجابي لإنجاح هذا الورش الطموح، مؤكدين أن نجاحه رهين بتعبئة جماعية وتنسيق وثيق بين جميع الأطراف.

وفي ختام اللقاء، أعلن الوالي بكرات أن العمل المثمر سينطلق داخل الورشات الموضوعاتية، المقررة ابتداءً من يوم الاثنين المقبل، بمشاركة مؤسسات جهوية معنية ستتكلف بدعوة جميع الفاعلين لتعميق النقاش حول الأولويات التنموية، على أن تختتم هذه السلسلة التشاورية بوضع خطة تنموية محلية متكاملة تعكس تطلعات ساكنة جهة العيون الساقية الحمراء، وتترجم على أرض الواقع التوجيهات الملكية السامية.