أثار الشيخ المغربي المثير للجدل، الحسن بن علي الكتاني، استياء عدد من الناشطين السعوديين على مواقع التواصل عندما اختار مهاجمة السلطات السعودية من خلال استدعاء النقاش الفقهي الذي رافق التحالف الأمريكي ضد نظام الرئيس صدام حسين منذ عقود.

وانتقد الكتاني علماء المملكة السعودية الرسميين، راميا بهم في خانة التكفير ، معتبرا أن الأمر قد تطور " لمناقشة أمور كانت من بدهيات منهج أهل السنة والجماعة وهي وجوب تحكيم الشريعة الإسلامية وأن تعطيلها يعد من نواقض الإسلام الكبرى، وتحريم مظاهرة وموالاة الكفار على المسلمين وأن ذلك من نواقض التوحيد" .. مضيفا أن التعاون مع التحالف الأمريكي أدى" لفتنة عظيمة وانقسام كبير بين الناس".

وأبدى الكتاني في التغريدة التي نشرها أمس الثلاثاء 11 نونبر 2025، على حسابه الرسمي بمنصة "إكس"، استغرابه الذي ينم عن انزعاجه من بوادر التغيير التي تعرفها النقاشات الدينية بالمملكة العربية السعودية، واصفا إياها بأنها "كلام عاطفي لا يمت للنصوص والأدبيات الإسلامية بصلة".

ويبدو أن انزعاج الكتاني الكبير مرده إلى وصول النقاش إلى داخل التيار الجهادي، حيث أشار أنه يقوم على أدبيات الحاكمية والولاء والبراء، قبل أن يختم تدوينته بما يشبه التحريض للعلماء "فإن بقوا صامتين وآثروا السلامة فلا يلومن بعد ذلك الشباب".

وفي رده على هذه التغريدة، اعتبر الأكاديمي السعودي عبدالله الجديع، أن ما جاء في كلام الكتاني " لا يمت للفقه الإسلامي بصلة، فقد ذكر الفقهاء استعانة الإمام بغير المسلمين على البغاة، وهي مسألة فقهية خلافية".

وبعد أن فصل الجديع في أهم النقاط الخلافية بين الفقهاء في هذه النقطة التي تنزه من استعان بغير المسلمين لمواجهة البغاة،  من حكم الردة، اعتبر أن "الكتاني ورفاقه من الإخوانيين قوم غلاة منطقهم كداعش تمامًا."

وفي ذات السياق، اختار عدد من المغردين السعوديين تذكير الكتاني بمواقفه المتناقضة من فكرة التحالف مع أمريكا، معتبرين أن تلونه يحيل على "أحلامه الطامعة في وصول الإسلاميين إلى الحكم"، حيث تقاسموا تدوينات سابقة له تتغنى بالتحالف التركي الدولي "مع غير المسلمين"، بينما تتبرأ من التحالفات التي تجمع دول عربية أخرى مع الغرب.