طالبت منظمة "شعاع لحقوق الإنسان" السلطات الجزائرية بفتح تحقيق عاجل وشفاف في مزاعم تعذيب وسوء معاملة موظفين سابقين في الهلال الأحمر الجزائري، على خلفية كشفهما عن شبهات فساد داخل المؤسسة.

وأفاد البيان الصادر عن المنظمة الحقوقية، والذي استند إلى شهادات حية للموظفين السابقين، بأن ياسين بن شطاح، المدير السابق للبرامج، وهاجر زيتوني، المديرة السابقة للاتصال والإعلام، تعرضا للإهانة اللفظية والتحقير والضغط النفسي المكثف والترويع، ومنعا من الراحة، وذلك أثناء فترة احتجازهما في ماي 2024. كما أكدا تعرضهما لأساليب تحقيق حاطة بكرامتهما الإنسانية.

وتعود تفاصيل الواقعة، حسب المنظمة، إلى عام 2023، حين رصد بن شطاح وزيتوني خروقات خطيرة داخل الهلال الأحمر الجزائري، شملت شبهات فساد وسوء تسيير، واستفادة غير مشروعة من المساعدات الإنسانية، إضافة إلى تحويل مساعدات كانت مخصصة لصحراويي مخيمات تندوف إلى جهات خاصة، وتجاوزات في تسيير المساعدات الإنسانية الموجهة إلى غزة.

وأشار البيان إلى أن تقديم تقارير رسمية حول هذه الخروقات إلى رئاسة الجمهورية والجهات الوصية، ثم ظهور شهادات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أدى إلى تحريك شكاوى قضائية ضدهما بدلًا من فتح تحقيق عادل في مضمون ما تم كشفه.

وصنّفت المنظمة الممارسات المزعومة، في حال ثبوتها، ضمن المعاملة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة، التي قد ترقى إلى مستوى التعذيب، خاصة إذا ارتبطت بإساءة استخدام السلطة أو ممارسة الضغط النفسي للإجبار على الإدلاء باعترافات.

واعتبرت المنظمة أن هذه الممارسات تمثل انتهاكًا صريحًا للدستور الجزائري، وخرقًا سافرًا لالتزامات الجزائر الدولية، ولا سيما اتفاقية مناهضة التعذيب التي صادقت عليها عام 1989، والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية الذي يضمن الحق في السلامة الجسدية والنفسية وحرية التعبير.

يُذكر أن الشهادات العلنية للموظفين السابقين أُدلي بها عبر مقاطع فيديو نشروها على صفحاتهم بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، بعد مرور أكثر من سنة على صدور أحكام قضائية بحقهما وخروجهما من السجن.