أسدل الستار مساء أمس الثلاثاء 4 نونبر 2025 على فعاليات الدورة الحادية عشرة من المهرجان الدولي للمعاهد المسرحية (FIESAD)، الذي احتضنه المسرح الوطني محمد الخامس بالرباط، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس. وجمعت هذه الدورة طلبة وأساتذة المسرح من مختلف القارات في تظاهرة فنية وأكاديمية احتفَت بالإبداع المسرحي الشبابي عبر العالم.

و عرف حفل الاختتام تتويج الأكاديمية المسرحية بروما صوفيا أمندوليا بالجائزة الكبرى للمهرجان عن مسرحيتها «الشاشة» التي أثارت إعجاب لجنة التحكيم بقوتها البصرية وعمق موضوعها. أما جائزة أفضل أداء نسائي فقد كانت من نصيب كل من الممثلة المغربية إكرام بركون عن دورها في مسرحية «التحول» للمعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي، والممثلة البولندية يوليتا كوبر عن مسرحية «ماسارا» للأكاديمية الوطنية للمسرح في كراكوف – فرع فروتسواف.

في حين فاز الهولندي رامز بشير بجائزة أفضل أداء ذكوري عن دوره في مسرحية «راملت» من جامعة الفنون في آرنهم، بينما عادت جائزة البحث المسرحي لمسرحية «دائمًا نفس الأغنية» من تقديم جامعة مايور في الشيلي. ونالت مسرحية «ماسارا» أيضًا جائزة لجنة التحكيم الخاصة، فيما حازت مسرحية «ديبي»، من المعهد الوطني للفنون في موريتانيا، جائزة الرابطة الإفريقية للمعاهد العليا للفن الدرامي.

أما جائزة السينوغرافيا فكانت من نصيب جامعة كالداس من كولومبيا عن عملها «ذلك نوفمبر»، وتوجت المدرسة العليا للفن الدرامي في قرطبة – إسبانيا بجائزة أفضل إخراج مسرحي عن مسرحيتها «تيريسيس». كما منحت لجنة التحكيم تنويهات خاصة لكل من مسرحية «إلكتريكس» من معهد المسرح ببرشلونة، ومسرحية «ريمونتادا» من جامعة الفنون بأوترخت – هولندا.

لم يكن المهرجان مجرد مسابقة فنية، بل فضاءً خصبًا للتفاعل والتبادل بين طلاب المعاهد المسرحية من مختلف البلدان. فقد قدمت العروض المشاركة رؤى فنية متنوّعة عبّرت عن مدارس مسرحية متعددة وثقافات مختلفة، بينما وفرت الورشات واللقاءات مساحة حيوية للنقاش والتجريب الفني.

ومن بين أبرز أنشطة الدورة ورشة "التقنيات الصوتية التطبيقية على الغناء والكلام" التي أدارتها السوبرانو الإسبانية دولوريس ديلغادو، وعرّفت المشاركين على طرق صحية للعناية بالصوت وأساليب التحضير للأداء المسرحي. كما حظيت حصة "الماستر كلاس” التي أدارها المخرج المكسيكي الشاب روبرتو زايس بعنوان «ظاهرة الانتظار: المسرح والواقع» بتفاعل واسع، حيث فتحت آفاقًا جديدة للتفكير في العلاقة بين المسرح والحياة اليومية.

و أكدت هذه الدورة من FIESAD مرة أخرى أن الرباط أصبحت فضاءً دوليًا مفتوحًا أمام الشباب المبدع من مختلف أنحاء العالم، يجتمعون فيها لتبادل التجارب، وصناعة مستقبل المسرح العالمي بلغة الفن والحوار.