كشف رجل الاعمال الاسباني، ورئيس شبكة إشبيلية سيتي وان، رفائيل ميرندا، في تصريح خاص لاحداث انفو، ان الروابط التاريخية بين المغرب واسبانيا، يمكنها أن تلعب الدور الإيجابي في التقارب والتعاون التجاري والاقتصادي. وان يكون هناك انسجام وتكامل، مؤكدا أنه لا وجود لاي تسابق او تنافر بين البلدين في استقطاب الاستثمارات..

المتحدث أكد ايضا في تصريحه، ان هناك زيارات متبادلة، وتبادل للخبرات والتجارب بين رجال الاعمال الاسبان والمغاربة، من اجل ان يكون هناك تكامل وتعاون، في جلب مزيد من الاستثمارات، من بينها الزيارة الاخيرة، التي قام بها وقد من إشبيلية وقاديس، بحر الاسبوع الماضي للدار البيضاء، لتقوية التعاون في مجال صناعة الطيران.

وكانت مدينة اشبيلية بالجنوب الاسباني، قد احتضنت اللقاء الثاني التعريفي بإمكانيات هاته المنطقة، الاقتصادية والصناعية، والذي شارك فيه صحفيون محليون اسبان ودوليون، من بينهم المغرب، وهو اللقاء الذي يُنظمه مجلس بلدية إشبيلية، من خلال مؤسسة "بروديتور" و"إشبيلية سيتي وان"، وهي جمعية لمدن جنوب أوروبا. تهدف هذه المبادرة إلى إبراز الإمكانات الاقتصادية والتكنولوجية والثقافية والتراثية لإشبيلية ومنطقتها الرئيسية، وتعزيز مكانتها كوجهة جاذبة للاستثمار والابتكار.

في تصريح صحفي سلّط نائب رئيس بلدية اشبيلية، رودريغو رودريغيز هانز، الضوء على "حيوية" الصناعة بإشبيلية وقدرة المنطقة على جذب مشاريع دولية "ذات قيمة مضافة عالية". وأضاف، "ينبع هذا من إمكانات إشبيلية في مجال ريادة الأعمال والتعاون التجاري". ولتعريف هاته المبادرة أوضح أن الأمر يتعلق بشبكة أعمال تتألف من شركات كبرى، ولكن، قبل كل شيء، من الشركات الصغيرة والمتوسطة، التي تُعدّ أمثلة على الابتكار والرقمنة والمرونة.

وفي طرحه لتفاصيل بيانات المبيعات الخارجية للمقاطعة، والتي تُظهر أن إشبيلية تتصدر صادرات الأندلس في الأشهر السبعة الأولى من عام 2025، بمبيعات تجاوزت 5.197 مليار يورو، مع الحفاظ على فائض تجاري يزيد عن 1.35 مليار يورو، أكد أن "هذه الأرقام تُشير إلى القدرة التنافسية والخبرات الفنية التي تتمتع بها شركاتنا".

من جانبه، صرّح رافائيل ميراندا، رئيس مؤسسة "اشبيلية سيتي وان" أن المناسبة سانحة لإظهار إشبيلية التنافسية لوسائل الإعلام الدولية، مُرتبطة بالابتكار، وملتزمة في الوقت نفسه بعمق بتاريخها وثقافتها وبيئتها. كما سلّط الضوء على دور Sevilla City One كمحرك حضري للتنمية المستدامة والترويج الدولي. موضحا آن الهدف واضح ويتعلق بجذب الاستثمارات، وتعزيز التعاون بين الجهات الفاعلة الاجتماعية والاقتصادية، وتحويل إشبيلية ومنطقتها الحضرية إلى نموذج للابتكار الحضري، "إن تصنيف الاتحاد الأوروبي كمدينة محايدة مناخيًا بحلول عام 2030 يضعنا في لحظة حاسمة زاخرة بالفرص" يوضح المتحدث.

خلال تلك الأيام المخصصة للتعريف باشبيلية ومؤهلاتها الاستثمارية، زار وفد الصحفيين الدوليين مواقع استراتيجية للاقتصاد والتطوير التكنولوجي في المقاطعة، بالإضافة إلى قطاعاتٍ استراتيجيةٍ لها. واختتم اليوم الأول بزيارةٍ ثقافيةٍ للتراث الأثري الغني الذي يعزز البعد التاريخي والسياحي للمدينة. من خلال هذه المبادرة، يعزز المجلس الإقليمي ومدينة إشبيلية الأولى التزامهما بالترويج العالمي للمنطقة وجذب استثماراتٍ جديدةٍ تُرسخ مكانة مقاطعة إشبيلية كمرجعٍ اقتصاديٍّ وتكنولوجيٍّ وثقافيٍّ في جنوب أوروبا.

ويلتزم رافائيل ميراندا، رئيس مشروع "إشبيلية سيتي ون"، وهو مطور عقاري، إلى جانب أكثر من 450 من قادة الأعمال والسياسيين، بتعزيز تحالفاتهم مع عدة دول أوربية، وكذلك بشمال إفريقيا على رأسهم المغرب، كذا دول من أمريكا اللاتينية.

في خضم كل هذا، بدأ مشروعٌ قيد التنفيذ منذ ثلاث سنوات يكتسب زخمًا، ويتعلق الأمر ب"إشبيلية سيتي وان"، الذي يُمثل مكانة إشبيلية العالمية استنادًا إلى ثلاثة أهداف.

أولاها نجد إبراز المدينة ومنطقتها الحضرية كنموذج للتحول الحضري المستدام، ثانيا ترسيخ مكانة المدينة كمنظومةٍ للابتكار والمعرفة بين البحر الأبيض المتوسط ​​والمحيط الأطلسي، وأخيرًا، تعزيز التنمية الحضرية والإقليمية. ولهذا الغرض، يلتزم رئيس هذا المشروع، رافائيل ميراندا، بتعزيز تحالفاتهم مع عدة دول من بينها المغرب بصفته بوابتهم على إفريقيا، خاصة في هاته الفترة التي تشهد مرحلةً من التعاون مع الاتحاد الأوروبي عامة وإسبانيا خاصة..

ويرى أنطونيو باساجويتي، رئيس غرفة التجارة الإسبانية، أن الشركات الإسبانية يمكن أن تكون بمثابة "مترجم لبقية الدول الأوروبية"؛ وفي هذا الصدد، يتفق مع رافائيل ميراندا، الذي يعتقد أن إشبيلية ستُرسِّخ مكانتها كجسر جيواقتصادي بين أوربا وإفريقيا وباقي مناطق أخرى من العالم. في ظل هذه الظروف المتداخلة، تُفتح الأبواب على مصراعيها بين إشبيلية والمغرب وإفريقيا عامة للاستثمار في جنوب أوروبا أو الشمال الافريقي.