سلط أكاديميون وأساتذة جامعيون الضوء على التمثلات السلبية والحواجز النفسية لذا الشباب اتجاه العمل السياسي والأحزاب بصفة عامة، والتي جاءت نتيجة تراكمات من الخيبات ما أدى إلى احتجاجات مفاجئة نظمها نشطاء جيل z عبر قنوات تواصلية بديلة ديسكورد ورفعوا مطالبهم الاجتماعية المستعجلة والمباشرة في "اصلاح الصحة والتعليم والتشغيل ومحارية الفساد".
أيضا ثمن المتدخلون ذاتهم ،في مائدة مستديرة نظمتها مؤسسة الفقيه التطواني أمس الخميس بسلا في موضوع " السياسة بصيغة الشباب " ، ثمنوا المبادرات التي جاءت في الخطاب الملكي والمجلس الوزاري الأخيرين ، لإدماج الشباب في الحقل السياسي وتشجيع مساهمتهم في صنع القرار المحلي والتشريعي .
وشددت المداخلات نفسها ، أن الأحزاب السياسية كركائز للبناء الديمقراطي بفعل دورها الدستوري في التأطير والاقتراح ،رغم أنها ليست الفاعلة الوحيدة في النسق السياسي، مدعوة لتجديد آلياتها التواصلية والتنظيمية بما يتناسب واهتمامات وطموحات شباب جيل z وتعبيراته الرقمية والإفتراضية، سعيا لإدماجه في هياكلها وتشجيع مساهمته في صياغة البرامج الحزبية والتداول على المسؤولية.
من جهتها توقفت مداخلات طلبة وطالبات جامعيين على " أزمة ثقة غالبية الشباب المغربي في الأحزاب السياسية والمنتخبين بشكل عام، بسبب نكثهم للوعود المقدمة فور وصولهم لمراكز القرار، إضافة لعدم الإشراك في دواليب الهياكل الحزبية، واعتبارهم الشباب مجرد أرقام لتأثيت المشهد الحزبي وإنجاح الحملات الانتخابية ، بعيدا عن ترسيخ الديمقراطية التشاركية وقيم النزاهة و النبل السياسي خدمة للوطن والصالح العام ..مشددين على ضرورة ربط ترشيحات الشباب بالكفاءة والدراية الدقيقة بقضايا هذه الفئة ومطالبها وبالاستحقاق ..".
وافتتح اللقاء بكلمة ، أكدت أنه يأتي في وقت تعيد المملكة المغربية النظر في قواعد الفعل السياسي والتمثيلي، من خلال مشروع قانون تنظيمي جديد لمجلس النواب، يفتح الباب أمام جيل من الشباب دون الخامسة والثلاثين لخوض غمار الانتخابات دون انتماء حزبي، مع تحفيزات مالية معتبرة تغطي إلى حدود 75 في المائة من مصاريف الحملة الانتخابية. وهي خطوة تحمل دلالات رمزية عميقة، إذ تمثل انتقالًا من منطق المشاركة الشكلية إلى منطق الشراكة الفعلية في صناعة القرار العمومي، وإعادة بناء الثقة بين المواطن والسياسة، وبين الأجيال ومؤسسات التمثيل.
كما تندرج هذه المبادرة في سياق وطني مطبوع بعودة لافتة للوعي الشبابي المتحرك، وبروز أشكال جديدة من التعبير السياسي والاجتماعي، قادها جيل "زد" الذي فرض على الفاعلين العموميين والأكاديميين والإعلاميين معًا، إعادة التفكير في العلاقة بين الشباب والسياسة، وفي أشكال الانخراط والمشاركة خارج الوسائط التقليدية والأطر الحزبية العهود.
ومن هنا، تضيف الكلمة ، تبرز أهمية التفكير في تحويل الغضب الرقمي والاحتجاج الافتراضي إلى طاقة اقتراحية تساهم في بناء القرار العمومي بدل الاكتفاء بردود الفعل، وفي اعتبار السياسة فعلًا من أفعال الإبداع الجماعي، يربط بين الفكرة والممارسة، وبين الحلم والواقع، ويعيد للسياسة معناها الإنساني النبيل بوصفها فنًّا في إنتاج الأمل وتنظيم المعنى.
ساهم في المائدة المستديرة كل من الأساتذة الجامعيين، رقية أشمال، ميلود بلقاضي، عبدالحميد بنخطاب، سلوى الزرهوني، والطلبة الجامعيين الشباب، مراد بومسيس، زينب الكردي،هند الفرجالي،نسرين درمان، وسير اللقاء كل من رئيس المؤسسة بوبكر التطواني والاعلامي عبد الحق بلشكر.