في غمرة احتفالات الشعب المغربي وقيادته الرشيدة بهذا الانتصار التاريخي للدبلوماسية المغربية بعد اعتماد مجلس الأمن القرار 2797 الداعم لسيادة المغرب على صحرائه، يخصّ المغاربة بالشكر والتقدير دولة الإمارات العربية المتحدة وقيادتها برئاسة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، على مواقفها الثابتة والمشرّفة في دعم وحدة المغرب الترابية داخل المحافل الدولية والإقليمية.

لقد كانت الإمارات، منذ البدايات الأولى لقضية الصحراء، من أوفى الحلفاء وأصدق الداعمين للمغرب، لا تكتفي بالتضامن اللفظي، بل تجسّد دعمها بالفعل والموقف. وقد أكد القرار الأممي الأخير أن الصوت العربي المتضامن، وفي مقدمته صوت الإمارات، كان حاضرًا بقوة في الدفاع عن العدالة والشرعية ومغربية الصحراء.

العلاقات المغربية–الإماراتية ليست علاقة مصالح آنية، بل علاقات أسرية وأخوية عميقة الجذور، تجمع بين قيادتين تربطهما المودة الصادقة، والثقة المتبادلة، والرؤية المشتركة لمستقبل الأمة العربية. فالعاهل المغربي صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيّده، تربطه بصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان روابط صداقة شخصية قوية، ومودة خالصة توطّدت عبر العقود، تجسّدها المواقف المتبادلة في كل القضايا الوطنية والإقليمية.

وتجد هذه العلاقة جذورها في التاريخ المجيد للعلاقات بين الملك الراحل الحسن الثاني والشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمهما الله، اللذين رسّخا أسس الوفاء المتبادل والتضامن العربي الحقيقي، فكانا نموذجًا لقيادتين عربيتين آمنتا بأن وحدة الصفّ العربي أساس القوة، وأن خدمة القضايا العادلة واجب أخلاقي قبل أن تكون التزامًا سياسيًا. لقد جمع القائدين الراحلين احترام متبادل عميق، وتنسيق مستمر في القضايا المصيرية، أبرزها دعم استقلال المغرب ووحدة أراضيه من جهة، ودعم المغرب الدائم لنهضة الإمارات ووحدتها من جهة أخرى.

اليوم، ومع تثبيت المجتمع الدولي لمشروعية الحكم الذاتي المغربي في الصحراء، يجد المغاربة في موقف الإمارات الأخوي امتدادًا طبيعيًا لهذا التاريخ المشترك من المحبة والولاء والوفاء. إن دعم الشيخ محمد بن زايد، الذي يؤمن بسياسة الحكمة والاعتدال، لقضية المغرب العادلة هو تعبير عن عمق الرؤية الاستراتيجية التي توحّد البلدين في الدفاع عن الاستقرار الإقليمي وبناء مستقبل عربي متضامن.

ويجد المغاربة في هذا الظرف التاريخي مناسبة لتجديد الشكر والعرفان لدولة الإمارات قيادةً وشعبًا، على دعمها الصادق والمستمر لوحدة المغرب الترابية، مؤكدين أن العلاقات المغربية–الإماراتية كانت وستظل أنموذجًا للأخوة العربية الصادقة التي تتجاوز المصالح إلى قيم الوفاء والمصير المشترك.