افتتح مهرجان تطوان لسينما البحر الأبيض المتوسط مساء الأحد فعاليات دورته 30 بتكريم المخرج المغربي نبيل عيوش والممثل الأردني إياد نصار تقديرا وعرفانا بمسيرتهما المتميزة أمام وخلف الكاميرا .

وفي كلمة ترحيبية بضيوف المهرجان أعلن رئيس مؤسسته أحمد الحسني أن الدورة 30 تحتفي بأربعين سنة من عمر المهرجان ومسيرة جعلت من تطوان منصة للحوار الثقافي والفني بين ضفتي المتوسط.

وأضاف أن الدورة 30 تتميز ببرمجة غنية وبحضور ضيوف بارزين من العالم العربي ومن أوروبا مع ندوات وورشات مع التأكيد على جعل جمهور مدينة تطوان في قلب هذا الاحتفال :" لقد حرصنا على أن يكون المهرجان منصة للسينما والفن تجمع بين الثقافات وتعكس قيم الحوار و التضامن و يبقى مهرجان تطوان أكبر من أي شخص ويستمر إشعاعه عبر الأجيال القادمة" .

من جهته اعتبر الدكتور نور الدين أفاية أن مهرجان تطوان فرض نفسه كأحد أبرز المهرجانات المتوسطية وربما لا يضاهيه في الانتظام والبرمجة سوى مهرجان مونبولييه الذي يرجع له الفضل في إطلاق هذه الدينامية والحركية السينمائية المتوسطية، وأضاف في كلمة بالمناسبة أن المهرجان ليس مجرد تعبير عن نية أو تنظيم حدث عابر، وإنما برهنت النخبة التي أطلقته أن الأمر يتعلق بتصور لدور السينما والثقافة في الحياة الوطنية و خلص إلى أنه : " بإصرار وبجهد دائم وبتعبئة مستمرة وعملية بناء وصلوها بتجربة استثنائية في حوض البحر الأبيض المتوسط وفي جعل المجال الترابي ولمدينة تطوان منظورية ومكانة في خارطة اللقاءات السينمائية المتوسطية ".

من جانبها كشفت مريم التوزاني أن لقاءها بالمخرج نبيل عيوش مكرم الدورة 30 من مهرجان تطوان وبسينماه كانت من خلال فيلم علي زوا الذي شاهدته في أولى سنوات دراستها الجامعية في إسبانيا حيث أثار أحاسيس قوية في دواخلها ثم بعد ذلك تعرفت عليه من خلال محاورته كصحافية قبل أن تقع في حبه واعتبرت أن زوجها المخرج نبيل عيوش ومنذ البداية قد شكل لها مصدر إلهام ويواصل إلهام الكثير من الناس.

من جهته أكد المخرج والمنتج نبيل عيوش على العلاقة الخاصة والقوية التي تربطه بتطوان ومهرجانها في بدايته كمخرج شاب جاء من الخارج ليعرض أفلامه القصيرة للعائلة السينمائية المغربية، واعتبر أن مهرجان تطوان مع المهرجان الوطني للفيلم بطنجة شكلا محطة انطلاق جيل جديد من المخرجين هو واحد منه، وكشف أن المدينة عرفت في ظروف خاصة ولادة سيناريو أول أفلامه الروائية الطويلة " مكتوب " وأوضح نبيل عيوش أنه في هذه الأجواء وبعد فيلمه الروائي الثاني " علي زوا " قرر الاستقرار والاشتغال في المغرب البلد الذي يحبه وفي الوقت نفسه ينظر إليه بنظرة نقدية.

ولم يفته بالمناسبة أن يشيد بالعمل الذي يقوم به المهرجان من خلال اختياراته الفيلمية والعمل الكبير الذي يقوم به فريقه منذ سنوات من أجل تمكين المخرجين من عرض أفلامهم في ظروف رائعة .

من جهتها وفي شهادة في حق المحتفى به الثاني إياد نصار وصفت سارة الركراكي نائبة المدير التنفيذي للمهرجان الممثل الأردني بالفنان دائم التألق الذي لا يتهيب التجديد والأدوار الصعبة، يحترم حرفته ، مثقف، يحسن إدارة أعماله والحديث عنها وأضافت بأنه يختار أعماله بعناية وينوع في السجلات ويثق في حدسه في لحظة الاختيار .

وكشفت أن إياد نصار كان في بدايته فنانا تشكيليا متخصصا في النحت قبل أن ينتقل إلى التمثيل التلفزيوني ثم السينمائي وقد نال على ذلك جوائز رفيعة ونال حب الجمهور وتقدير النقاد وأوضحت أنه يتميز بقدرة على التنويع في أدواره مما جعله قريبا من الجمهور الذي ربطته به روابط ألفة واحترام سواء في أدوار البطولة أو تقمصه لأدوار ثانوية أضفى عليها كثافة خاصة وأكدت أنه لا يضع نصب عينيه النجاح الجماهيري فحسب بل يحرص على اقتراح أعمال تفتح النقاش حول قضايا اجتماعية و سياسية حارقة كما أنه يحرص على استثمار صورته في مبادرات إنسانية.

من جهته توجه الممثل إياد نصار بالشكر لإدارة المهرجان على التكريم و للجمهور على حفاوة الاستقبال .

وقد تم خلال حفل الافتاح تقديم أعضاء لجان تحكيم المسابقة الرسمية وجائزة النقد و أيضا الدورة الثالثة من محترفات تطوان .