أكد حزب التقدم والاشتراكية على أن هذه التعبيرات الشبابية لا يمكن أن تصل إلى مبتغاها وتحقيق مطالبها المشروعة، وأن يكون لها الصدى المطلوب، سوى بحفاظها على طابعها السلمي والحضاري والمسؤول، والابتعاد عن أيِّ انزلاقٍ نحو أساليب العنف إزاء القوى الأمنية أو التخريب إزاء الممتلكات العامة والخاصة.

وأضاف الحزب في بلاغ له توصل موقع أحداث أنفو بنسخة منه أن هذا الأسلوب المنفلت مرفوض ولا يمكن تقبله تحت أي مبرر كان، كما استنكر استعمال أي أسلوب يقوم على التعامل العنيف أو الحاط من كرامة المحتجين والمتظاهرين.

وأكد حزب التقدم والاشتراكية أن الاحتجاجات الشبابية، التي شهدتها عدد من مدن المملكة ، هدفها المطالبة بإصلاح عميق للتعليم والصحة، وتوفير فرص الشغل، ومحاربة الفساد.

وأعلن الحزب عن تضامنه مع المطالب المشروعة التي عــبــر عنها الشباب، واعتبر أن أفضل أسلوب للتعامل مع التعبيرات الاحتجاجية الشبابية السلمية هو الحوار والإنصات والاحتضان، والتعامل بــتفهم وإيجابية وأريحية.

وطالب حزب نبيل بنعبد الله بضرورة تغيير السياسات العمومية في اتجاه الرقـــي الفعلي بالأوضاع الاجتماعية والمعالجة الفِعلية للفوارق المجالية، وتحمل الحكومة لمسؤوليتها في معالجة الأسباب العميقة لأوضاع مقلقة، سواء فيما يرتبط بانحرافات النظام الصحي، إذْ عوض الارتقاء بجودة خدمات المستشفى العمومي يسجل تطوُّرٌ غير مسبوق للقطاع الصحي الخصوصي كما تدلُّ على ذلك النفقاتُ العمومية الصحية والوِجهَةُ التي تتخذها.

ونفس الأمر يطرح بالنسبة للتعليم، حيث يسجل تدهور المدرسة العمومية في مقابل تطور ملحوظ لمجموعة من مؤسسات التعليم الخصوصي. وأكد الحزب على ضرورة أن يكون العمود الفقري في هذين المجاليْن الحيويين هو المستشفى العمومي والمدرسة العمومية والجامعة العمومية.

كما شدد الحزب على ضرورة اتخاذ إجراءاتٍ لمعالجة ما عبرت هذه الأوساطُ الشبابية عن رفضه من مظاهر فاسدة على مستوى الحكامة في تدبير الشأن العام.

ووجه حزب التقدم والاشتراكية نداء إلى الشباب من أجل الالتزام بالطابع السلمي والمسؤول للاحتجاج وعدم السقوط في أي استفزاز، والابتعاد تماما عن سلوك العنف والتخريب، لأنه مُضر بعمق المطالب المشروعة المعبر عنها، ولأنه يحَرفُ المسار العام للتعبيرات الاحتجاجية نحو اتجاهاتٍ غير محسوبة ولا محمودة العواقب.

وبالنظر إلى الممارسات العنيفة والمرفوضة المستَخدمة من قِبَل بعض المتظاهرين في بعض المدن، وتحسبًا لاحتمال انتشار هذه الممارسات وتفاقمها، ناشد الحزب الفئات الشابة المتظاهرة من أجل اعتبار أن رسالتها قد وصلت، وأن درجة مساندة مطالبها واسعة وعميقة، وأن المصلحة العامة في ظل هذه الظروف تقتضي تفادي مواصلة الاحتجاج بأشكاله العنيفة، حتى تبقى الحركة الاحتجاجية السلمية مصدر دعم لكل مناصري تغيير المسار وقوة دافعة وضاغطة من أجل إجراء إصلاحات عميقة.

كما شدد الحزب على وجوب الرقي بالممارسة الديمقراطية وتقوية آليات التأطير والوساطة المجتمعية، من أحزاب ونقابات وجمعيات ومؤسسات وتنظيمات مختلفة، في إطار السعي الحثيث نحو إعادة الاعتبار للعمل السياسي النبيل، ونحو مصالحة المواطنات والمواطنين، وخاصة الشباب، مع الفضاء السياسي والمؤسساتي.