من خلال تتبعي لنقاشات شباب "جيل Z" داخل صالونات "ديسكورد" في 24 ساعة الأخيرة لاحظت ما يلي:
الأغلبية واعية بضرورة الحفاظ على المظاهر السلمية للاحتجاج لكن المندسين والمحرضين على العنف بدأت دائرتهم تتسع ونشاطهم يتزايد (بقعة الزيت تكبر).
هناك صالونات عديدة للنقاش موزعة وفقا للتقسيم الجهوي للمغرب اضافة إلى صالونات الإعلانات الصحفية والبلاغات والتصويت. النقاشات نشيطة جدا داخلها حول طريقة الاحتجاج وأماكنه وتوقيته وشعاراته وأسلوب التعامل مع السلطات العمومية، لكن في النهاية كل هذه النقاشات لا يتم الأخذ بها من قبل المشرفين على المنصة، ويتم اتخاذ قرارات مخالفة لما يتم التداول بشأنه داخل هذه الصالونات (ديمقراطية شكلية).
نسبة كبيرة من الشباب داخل الصالونات متذمر من ديكتاتورية الأقلية المسيطرة على النقاش التي تفرض رأيها بالقوة (ديكتاتورية أقلية).
توجد أقلية من الشباب تنبه إلى عدم السماح للتيارات السياسية والأيديولوجية بالانخراط في الاحتجاج، وتشدد على عدم رفع أي شعارات أو رموز ذات حمولة سياسية مثل الكوفية مثلا، لكن يتم قمع هذه الأصوات وإغراقها بأحكام القيمة، مما يدفعها إلى التراجع (الاغتيال المعنوي).
المشرفون على المنصة ينظمون حلقات بودكاست مع بعض الصحافيين والمؤثرين لتثقيف الشباب المشارك وتوجيهه سياسيا وبالمناسبة بعد حلقة عمر الراضي فالحلقة القادمة ستكون مع ابو بكر الجامعي لكن الماسكين بخيوط المنصة يتعاملون بانتقائية مع ضيوف البودكاست، إذ يحذفون الحلقات التي تستقبل ضيوف من ذوي التوجه السياسي المعتدل في مقابل الإبقاء على الحلقات التي يؤطرها المتطرفون سياسيا (غسيل الأدمغة).
نشطاء من حركة 20 فبراير واليسار المتطرف يرسمون داخل النقاشات نظرة سوداوية للبلاد ويحاولون احباط فكرة النضال السلمي، بل ويتنمرون على الشباب وعلى مطالبه (الصحة/التعليم) معتبرين ان سقف هذه المطالب ضعيف وينم عن ضعف وجبن أصحابها (محاولة تبياع العجل).