لذلك، بقيت الزاوية في المغرب حصنا حصينا، وسببا من أسباب شعور الناس، تحت قيادة إمارة المؤمنين، بالأمن والأمان الروحيين. ولذلك أيضا تعرضت مؤسسة الزاوية في المغرب لهجوم متواصل دوما وأبدا، ومنذ القديم، من الغالين في الدين، ومن أعداء الوطن، ومن كل راغب في الشر لهذا البلد الأمين.

ولأن نبوغ الزاوية لدينا من نبع البلد العام والعظيم، فقد فوتت هذه المؤسسة المباركة باستمرار على أعداء الوطن والدين فرصة استغلالها من أجل إثارة الفتنة أو التفرقة، أو بث الشقاق بين المغاربة. بل قل بين الفقراء المنتمين إليها داخل وخارج المغرب، وعددهم كبير جدا، وغير قابل للحصر أو العد.

ولذلك أيضا لا يخشى الناس على دار الزاوية، في اللحظات الصعاب، ونحن نتحدث هنا عن الزوايا الصحيحة في المغرب من كل محاولات التشويش والإساءة، ومن كل الحملات المغرضة والخبيثة التي تتربص بهذه المؤسسة، لكي تلصق بها ما لا يليق من تهم، أو تنعتها بما لا يصح من نعوت.

لأجل ذلك، ولأجل غيره، وغيره كثير، لا يصدق المغربي والمغربية ما يسمعانه من اراجيف واباطيل في هذا الموضوع، ويبقون على الفطرة الأولى النقية والسليمة والبريئة، والتي تؤمن بالنية الصالحة وصدقها محركا ليس لأغلب الأشياء، ولكنها لكلها، ويعرفان تمام المعرفة أن ولاء الزاوية للثوابت: الله، الوطن، الملك، ولاء ثابت لا تحركه متغيرات، ولا تزعزعه تطورات.

هذه رسالة وصلت قبل أن تكتب نفسها، لأن ما يخرج من القلب يصل القلب، والله من وراء القصد وهو ولي التوفيق.